أبدى الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، انزعاجه من منهجية إعداد تقرير الرباعية الدولية والمفردات التي استخدمها التقرير في توصيف الواقع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ أوصت اللجنة المكونة من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بضرورة توقف إسرائيل عن بناء المستوطنات، دون أن تطالب بوضوح بانسحابها من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، كما طلبت اللجنة من السلطة الوطنية الفلسطينية نبذ العنف، حسب تعبيرها.
غياب الادارة السياسية
وقال أبو الغيط، في تصريحات صحفية أمس من غير المقبول أو المنطقي أن يتم تحميل الطرف الخاضع للاحتلال مسؤوليات تماثل القوة التي تحتله.
وأضاف التقرير وضع التهديد لأمن إسرائيل ومواطنيها في مرحلة متقدمة عن السياسات الإسرائيلية الاستيطانية والمدمرة لحل الدولتين، وهو أمر لا يستقيم ويدل علي أن رؤية الرباعية في هذا الصدد ليست منصفة، والجانب الفلسطيني عليه واجبات والتزامات يتعين عليه القيام بها، وهو ما أعلنت السلطة الوطنية مرارا مسؤوليتها بشأنه، غير أن أي مراقب منصف يدرك أن المسؤولية الأساسية في الوضع السلبي الذي آلت إليه الأمور إنما تعود بشكل رئيسي إلى الغياب الكامل لأي إرادة سياسية لدى الطرف الإسرائيلي، وسعي الأطراف السياسية الفاعلة لديه إلى التدمير الممنهج لحل الدولتين، والدور الحقيقي لأي جهد دولي منصف ينبغي أن ينطلق من هذا المنهج وليس من التكافؤ المزعوم بين الطرفين.
جولة إفريقيا
وفيما يتعلق بجولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في إفريقيا، قال أبو الغيط العلاقات العربية الإفريقية جيدة في مجملها، ولا ينبغي أن تتأثر سلبا بهذه الجولة التي تستهدف 4 دول إفريقية، ولا يجب أن ننسى المواقف المبدئية للاتحاد الإفريقي التي تدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والقرارات الملزمة في هذا الخصوص، كما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو الضيف الدائم على جميع القمم الإفريقية.
وأشار أبو الغيط إلى أن جولة نتانياهو في الدول الإفريقية المجاورة للإقليم العربي إنما تسعي في الأساس إلى كسر العزلة الدولية التي تعانيها إسرائيل بسبب استمرار احتلالها للأراضي العربية وممارساتها العنصرية، وهي تعمل على الترويج لنفسها باعتبارها دولة عادية قادرة على الإسهام في توفير الأمن والتنمية للآخرين، مؤكدا ثقته في أن الدول الإفريقية على اختلافها وتنوعها والتي كافحت من أجل استعادة حريتها تدرك تماما معنى الاحتلال والاستعمار، مبديا تطلعه لئلا تسمح الدول التي تشملها تلك الجولة بأن تكون العلاقات معها خصما من رصيد تأييدها الواسع والتاريخي للحقوق الفلسطينية المعروفة.