إبراهيم المسلم

ما زلنا نعيش متعة التمتع بصيام رمضان المبارك، والنفوس طيبة، والقلوب صافية، والمساجد ممتلئة، والألسنة تلهج بذكر الله وتلاوة القرآن الكريم وحفظه، أيام معدودات وينتهي بنا هذا الضيف الكريم بجوده وكرمه وإحسانه.
أكثر من مليوني مسلم يتوافدون على زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وزيارة مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من داخل المملكة وخارجها، ومن شتى أصقاع العالم لنيل حجة مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – امتثالاً لقول المصطفى الكريم (عمرة في رمضان تعدل حجة).
عزيزي الزائر لتلك الأماكن المقدسة فقط سأبلغك بشيء شاهدته أمامي سأعلمك به في عجالة ...هناك أكثر من 30 ألف جندي يقفون على أهبة الاستعداد، ويقدمون لك الخدمات الأمنية لضمان أمن وراحة المصلين والمعتمرين، وخطط أمنية ومرورية للطوارئ وتسهيل حركة دخول الحرم المكي الشريف والخروج منه، وكذلك وجود إدارة الحشود والتدخل السريع جاهزة عند الحاجة إليها، يقفون على الطرق والشوارع والأنفاق وبوابة الدخول وفي صحن الطواف وعلى السلالم الكهربائية وفي كل بقعة وزاوية، ليس فقط الجنود بل من أعلى رتبة ضابط إلى أصغر رتبة جندي على مدار 24 ساعة متواصلة.
رجال الدفاع المدني بقبعاتهم الصفراء منتشرون في كل مكان لمواجهة أي طارئ لا سمح الله... رجال الهلال الأحمر هم أيضاً متواجدون ومعهم ناقلات لإسعاف المرضى وإنقاذ المصابين.. الكشافة والجوالة من جميع الجامعات والمؤسسات التعليمية متواجدون لتوجيه الزوار وإرشاد التائهين.. وزارة الصحة بكل ثقلها من مستوصفات ومستشفيات وأمهر الأطباء والممرضين تحت تصرف ضيوف الرحمن، وأخيراً دور الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تكليف أئمة ومؤذني الحرمين الشريفين، وكذلك العناية بزوار المسجد الحرام بوضعهم في قلب الحدث من خلال الترجمة الصوتية المباشرة لخطب الحرمين والتوجيه والإرشاد، وإقامة الحلقات والدروس العلمية وتوزيع المصاحف والمطويات والكتيبات الدينية والإشراف على بوابات الدخول والإشراف على سقيا زمزم والصيانة والنظافة، والتي يعمل فيها أكثر من 10 آلاف شخص، وهم يشكلون المحور الأساسي لخدمة ضيوف الرحمن.
ويبقى الجو الروحاني في هذا الشهر المبارك يتجسد في صلاة التراويح في الحرم وشرب ماء زمزم وتوزيع وجبات الإفطار والصدقات والأعمال الخيرية الذي لا يقارن بأي بقعة في العالم.
أخيراً إذا أنعم الله سبحانه وتعالى عليك بالصحة والمال فلا تحرم نفسك متعة اللقاء والشوق بالقيام برحلة إيمانية لمكة المكرمة والمدينة المنورة لتزداد من الأجر والثواب في هذه الأيام القليلة المتبقية لعل الله يكتبها لك حجة.