نجران: جابر مدخلي، بدر عون

اضطرت جامعة نجران إلى إصدار بيان إلحاقي مساء أول من أمس هو الثاني خلال 48 ساعة، عن قضية قبول المتقدمين لشغل الوظائف الصحية بالجامعة، وسط هجوم شرس على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد بيانها الأول الذي فندت فيه أسباب قبول المتقدم مرعي بن جبران القحطاني نجل عميد كلية الطب بالجامعة، ونشرت الوطن تفاصيله تحت عنوان تعيين نجل عميد كلية الطب يفتح الاتهامات على جامعة نجران.

 


تعقيب الجامعة
ردت الجامعة على اتهامات بعض المتقدمين البالغ عددهم 69 التي تضمنت وصف الجامعة بالمحاباة، وتمكين قبيلة معينة من شغل أغلب الوظائف الأكاديمية والقيادية منذ تأسيسها عام 1427، وبررت عمادة شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين في الجامعة على النحو الآتي:
تم تخصيص (50 %) من الدرجة وتوزيعها على المؤهلات والشهادات التخصصية المعتمدة لشغل الوظيفة، وتم رصدها على برنامج إكسل، وهو برنامج حاسوبي لا يعرف غير لغة الأرقام، كما تم إجراء اختبار تحريري من (50 درجة) تماشياً مع المعايير المتبعة عادةً لدرجات الاختبار التحريري في المسابقات الوظيفية، ولم يكن هناك أيّ تقييم للمقابلة الشخصية ضمن آليات فرز المتقدمين حرصاً على مزيد من الموضوعية والحيادية.
وتابعت الإدارة: أدخلت نتيجة الاختبار التحريري كما هي مثبتة في أوراق إجابات الاختبار لكل متقدم في برنامج إكسل، وبناءً عليه ظهرت النتائج بالمجموع الكلي، وتم ترتيب المتقدمين بالاستناد إلى نتائجهم النهائية، إلى مقبولين أساسيين واحتياطيين، وفي هذا الفرز النهائي حصل المتقدم مرعي بن جبران بن مرعي القحطاني على أعلى درجة لشغل وظيفة أخصائي طب طوارئ (73.49)، وكذلك حدث في الوظيفتين الأخريين بمسمى صيدلي، واللتين أعلنا عنهما في ذات المسابقة، بحيث تم اختيار أعلى درجة للمتقدمين بموجب التقدير والاختبارات وفق التقسيم السابق، وفيما يخص ما ذكر تحديداً عن وجود اثنين من المتقدمين يحملان شهادتين من جامعات أميركية وبتقدير امتياز، وأنه تم استبعادهما (كما يُشاع) فبيان حالتيهما كالتالي:
أولاًـ المتقدم مسلي بن ناجي بن صالح آل الحارث:
أـ المتقدم لم يحضر الاختبار التحريري للمسابقة الوظيفية ابتداءً، ففاته كامل درجات الاختبار التحريري (50 درجة).
ب- المتقدم لا يحمل مؤهل (طب الطوارئ) المطلوب لشغل هذه الوظيفة المتاحة.
ج ـ المتقدم يحمل بكالوريوس العلوم (لمدة ثلاث سنوات فقط) في تخصص (التثقيف وتعزيز الصحة)، بمعنى أنه ليس أخصائي طب طوارئ، ولا يمكنه ممارسة هذه الوظيفة الصحية التخصصية.
ثانياًـ المتقدم حسن سالم حسن آل هاشل:
أـ المتقدم يحمل بكالوريوس العلوم (لمدة ثلاث سنوات فقط) في الإدارة (إدارة خدمات الطوارئ).
ب ـ هذا تخصص إداري، وليس تخصص إسعاف وطوارئ، ولا يستطيع مزاولة مهنة (طب الطوارئ) في المجال الصحي، لا من ناحية تأهيله الدراسي ولا من الناحية النظامية، لعدم تأهله لذلك.
ج ـ المتقدم مصنف من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية على (فئة فني)، وتقدم على وظيفة أخصائي، وبذلك تختلف طبيعة عمل الوظيفة المتقدم عليها بما أنه مصنف على فئة فني.
المتقدمون وعددهم (69) مواطناً أغلبهم من خريجي كليات الغد الدولية للعلوم الصحية في تخصص طب الطوارئ، وذلك باستثناء متقدم واحد من جامعة أم القرى لم يحضر الاختبار، و(7) متقدمين من خريجي جامعة (UTAH) الأميركية، وكانت دراستهم جميعاً لمدة ثلاث سنوات فقط، وفي تخصصات نظرية غير طبية تطبيقية، وتخصصاتهم تتعلق بالتثقيف الصحي وتعزيز الصحة وإدارة الخدمات الطبية، وليس لتخصصاتهم ولا للمواد التي درسوها (كما هو مثبت في سجلاتهم الأكاديمية) أي علاقة بتخصص طب الطوارئ.
بالنسبة لتبليغ المتقدمين بموعد الامتحان لم يبلغ أحد شفهياً بموعد محدد أبداً، والذي أبلغوا به هو أن يتابعوا موقع الجامعة والصحف المحلية لمعرفة موعد الامتحان، حيث تم الإعلان فيها (مرفق رابط الإعلان)، ونسبة الحضور للعدد الإجمالي للاختبار قرابة 80 %، وكان عدد الحضور للامتحان 52 من أصل 69.
وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة منذ شهرين، وبعد الإعلان عن هذه المسابقة، قررت أن يتم التعيين على الوظائف الإدارية الشاغرة في المستقبل من الناجحين في مسابقات وزارة الخدمة المدنية، لتوفير الوقت على المواطنين وتقليل الإجراءات، وقد تم توجيه 13 موظفاً من الناجحين في مسابقة الخدمة المدنية إلى الجامعة للوظائف التي شغرت أخيراً.
وأكدت الجامعة نفيها مجدداً بأنه لا يوجد عميد مكلف بخمس عمادات، وأوضحت: لكل كلية عميد قائم بأعمالها منذ سنوات، وهو موضح على صفحة كل كلية في موقع الجامعة الإلكتروني.


غضب المستبعدين
بعد صدور البيان كذب عدد ممن وردت أسماؤهم في توضيح الجامعة ما جاء في بيانهم واصفين تبريراتها بذر الرماد على العيون. حيث أوضح حسن سالم حسن آل هاشل أن أغلب ما أشارت إليه الجامعة في بيانها غير صحيح، مبينا أنه خريج بكالوريس طب طوارئ من أميركا ودراسته كانت أربع سنوات بما في ذلك دراسة الفصول الصيفية، مؤكدا أن بطاقة التصنيف من الهيئة السعودية للتخصصات الطبية كان تخصصه خدمات طبية طارئة، وغير صحيح ما ذكرت الجامعة أن تخصصه هو إدارة طب طوارئ، مبينا أن الجامعة أشارت إلى التخصص الفرعي وأهملت التخصص الرئيسي، وهو العناية العاجلة أو بمعنى طب الطوارئ، وفيما يخص مسمى فني فهذا لا يعني أن شهادته دبلوم بل بكالوريس، وهذا إجراء روتيني للطلاب المتخرجين من خارج المملكة، حتى يكمل عاما كاملا في الخدمة الوظيفية، وبعدها يتم تعديل الفني إلى أخصائي، متسائلا لماذا تم قبولي لدخول الاختبار التحريري إذا كانت الشروط لا تنطبق علي، مؤكدا أن هناك تناقضا فيما تصدره الجامعة وما يتم تطبيقه، مبديا استغرابه من غض طرف الجامعة عن أحد شروط المسابقة الوظيفية وهو إجادة اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة، مشيرا إلى أنه فوجئ باختبار تحريري فقط دون تطبيق الشروط، مطالبا بلجنة محايدة من وزارتي التعليم والخدمة المدنية للتحقيق. وقال صالح اليامي أحد الطلاب الـ69 المتقدمين للوظيفة: أستغرب من اختيار أعلى درجات وتقدير في تخصص صيدلي، وتجاهل التقدير في طب الطوارئ، وهذا دليل على تناقض البيان، ومتسائلا كيف تشير الجامعة في بيانها إلى أن بعض تخصصات المتقدمين لا تنطبق على الوظيفة المطلوبة، وفي المقابل قامت بترشيحهم لدخول الاختبار، مؤكدا أن هناك طلابا من زملائه كانوا من أوائل الدفعة في الكلية، ومع ذلك لم يتمكنوا من الحصول على الوظيفة، مطالبا بإعادة الاختبار من قبل لجنة محايدة من خارج الجامعة.