إن أعلنت هيئة الأمر بالمعروف حصيلتها برقم مرتفع اتهمها 'المغرضون' بأنها تعطي انطباعا سيئا عن مجتمعنا، وإن أعلنت رقما منخفضا فستضر نفسها، فالحاجة لوجودها ودعمها يظهرها الرقم المرتفع. أعني أنها، بالرقم
إن أعلنت هيئة الأمر بالمعروف حصيلتها برقم مرتفع اتهمها المغرضون بأنها تعطي انطباعا سيئا عن مجتمعنا، وإن أعلنت رقما منخفضا فستضر نفسها، فالحاجة لوجودها ودعمها يظهرها الرقم المرتفع. أعني أنها، بالرقم المرتفع، تكشف السترعن سوأة المجتمع، وبالرقم المنخفض تكشف الستر عن فاعلية الجهاز.
لن تسمح الهيئة، ولا نحن، أن يكون وجودها موضع تساؤل ولذلك فالرقم المرتفع مفيد لإقناع المجتمع بها، وللرد على المشككين في جدواها، أما إعطاء انطباع سييء عن سلوك المجتمع فيمكن للهيئة أن تدافع بأنه ليس مسؤوليتها وأنه هو الواقع وإنكاره غش.
المتحدث باسم الهيئة، لم يستر على المجتمع حين صرح مؤخراً بأنهم يتشددون في الخلوة ولولا تشددهم لتعبنا من اللقطاء كما قال! وتصريحه المنكر الجارح غايته تزكية جهازه أمام المجتمع وعلى حساب المجتمع نفسه! وكأن مهمة الهيئة هي نصب الحراسة على أخلاق المواطنين والمقيمين! وهي مهمة مستحيلة.
أظن من أسباب زيادة الرقم غموض معنى الخلوة ومعنى الستر، وإعادة النظر في مفهومي الستر والخلوة ستجعل الرقم معقولا، فإخلاء سبيل الفتاة وتسليمها لذويها تراه الهيئة ستراً، والواقع أنه بمجرد القبض انتفى الستر، ومهما بدت كلمة ستر جذابة فإنها لا معنى لها بعد القبض، ويمكن التعبير بأي كلمة مناسبة غير الستر، فالستر هو ألا يتم القبض أصلا.
للهيئة، كما لأجهزة الأمن، أن تقبض على شاب هارب بفتاة وهي تستغيث أو هناك بلاغ من ذويها عنها، أو على شاب أساء أدبه في سوق، لكن القبض على فتاة وحدها أمام بوابة الكلية أو مطاردة شاب لمجرد الشبهة أمر يحتاج دراسة شرعية وقانونية.
من العدل إيجاد تعريفات قانونية واضحة للخلوة والإركاب والاصطحاب لتسير الأمور بنظام دقيق واضح للجميع، يراعي الحقوق، ويمكن المحاسبة على أساسه.
لا بديل عن هذه التعريفات إلا المزاج الشخصي حتى لو تسبب في إزهاق أرواح.