عمرو حسن عناني

تمثل رؤية المملكة 2030 نقطة انطلاق مهمة ضمن منظومة العمل التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله لتحقيق الرفاهية للمواطن السعودي وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة للوطن، ولا يمكن أن يتحقق ذلك بالشكل الأمثل إلا من خلال تكاتف جهود جميع الجهات العامة والخاصة وتفاعل المواطن نفسه مع هذه الرؤية.. لأنها السبيل الوحيد لقيادة المملكة نحو ركب التقدم، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال مصادر متنوعة، بعيدا عن الاعتماد الكلى على النفط هذه السلعة الاستراتيجية. ورغم أهمية النفط للاقتصاد العالمي إلا أنه لا يمكن الركون إليه بشكل أساسي، لذا أصبح الهدف الأساسي للرؤية رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50%، ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالي الناتج المحلي من 3.8% إلى المعدل العالمي 5.7%، والانتقال من المركز 25 في مؤشر التنافسية العالمي إلى أحد المراكز الـ10 الأولى. مما يعني أن المملكة مرشحة لتكون نمرا اقتصاديا عالميا جديدا.
لقد جاءت الرؤية التي قدمها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتؤكد ضرورة الاعتماد على العقول والشباب، وهو النهج الذي قامت عليه دول كبرى قطعت شوطا كبيرا في طريق التقدم والتطور مثل اليابان وكوريا الجنوبية، ونحن متفائلون بمشيئة الله بأن نسير في نفس الاتجاه ونحقق نموا رائعا خلال العقدين المقبلين يجعلنا من أهم وأقوى الدول الاقتصادية في العالم وليس المنطقة فحسب.  الرؤية الوطنية الجديدة التي اعتمدها مجلس الوزراء، تمثل نقلة نوعية في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، وتسهم في تحريك آليات الاقتصاد النظرية والعلمية في كافة المجالات وعلى المستوى الرسمي والاجتماعي بما يحقق نهضة حقيقية على الصعيد الزراعي والصناعي والاستثماري والسياحي، وستدفع بالسعودية إلى مصاف دول العالم الأول في ظل وفرة بدائل الطاقة المتجددة، والثروات السخية من الذهب وفوسفات ويورانيوم وغيرها، وقبلها العامل البشري الذي أكد ولي ولي العهد أنه سيكون على رأس أولوياتنا. المتأمل لفكرة إنشاء الصندوق السيادي السعودي الذي سيزيد رأسماله عن 7 تريليونات ريال سعودي والذي سيعتبر الصندوق الأضخم والأكبر في العالم، يدرك مدى الأمان والاستقرار الاقتصادي الذي يمكن أن يتحقق في السنوات المقبلة، حيث ينتظر أن سيساهم بمشيئة الله تعالى في الميزانية السنوية بأكثر من 100 مليار ريال، متأملين أن تكون هناك الإدارة الواعية الخبيرة القادرة على أن تذهب به بعيدا وتحقق من خلاله طموحات الشعب السعودي الذي يشعر بالفرح والتفاؤل مع الرؤية الجديدة ويتأمل في حياة مليئة بالرفاهية.