إسطنبول: طه عودة

في الوقت الذي يتزايد عدد اللاجئين السوريين، دعت أنقرة المجتمع الدولي إلى التحرك لمد يد العون للاجئين والمهاجرين، مؤكدة أنها بذلت ما بوسعها وعلى أكمل وجه، في مجال المساعدات الإنسانية وحماية اللاجئين والمهاجرين. وقال بيان صادر عن الخارجية التركية  بمناسبة اليوم العالمي لللاجئين الموافق 20 يونيو، إن أنقرة ووفقا لقيمها النابعة من تاريخها فتحت أبوابها أمام الفارين من الظلم والاضطهاد، دون أي تمييز، ووفرت لهم إمكانات الحياة الحرة بعيدا عن الخوف والقلق. وأضاف البيان تركيا أدت كل ما يقع على عاتقها لتحقيق المثل العليا للإنسانية عبر حماية اللاجئين الذين اضطروا إلى ترك بلادهم لمختلف الأسباب والعمل على حل مشاكل اللجوء والهجرة في أنحاء العالم. وتركيا تستضيف منذ عام 2011 وحتى اليوم، أكثر من 2.7 مليون لاجئ سوري، وهذا الرقم يصل إلى 3 ملايين إذا أضفنا إليهم اللاجئين العراقيين والأفغان.

 تحمل المسؤولية
جاء في البيان استنفرنا كل إمكاناتنا من أجل ضمان عيش اللاجئين في ظروف تتواءم مع كرامة الإنسان، والأزمة الإنسانية السورية أظهرت بشكل جلي أن مسألة اللجوء والهجرة تتطلب تحمل المسؤولية، وتقاسم الأعباء، وفي هذا الصدد فإن تركيا تقوم بعمل كل ما بوسعها سواء في توفير الحماية وتقديم المساعدة للاجئين وتدعو كل المجتمع الدولي إلى التحرك في هذا الاتجاه. وجددت الخارجية تضامن تركيا مع المظلومين، وتوفير كل أنواع الدعم لتأمين حياة كريمة لهم في البلدان التي يوجدون فيها، والوقوف إلى جانبهم. وتسببت الأزمة السورية في لجوء 4.8 ملايين سوري إلى دول الجوار ودول أخرى حول العالم، بحسب إحصاء صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومن إجمالي هذا العدد تستضيف تركيا وحدها نحو 2.7 مليون لاجئ، يتوزعون على مدن عدة. وتفيد إحصاءات حديثة للأمم المتحدة بوجود 60 مليون مشرد حول العالم، و225 مليون مهاجر آخرين.

 تضاعف المأساة
شهد العام السابق نزوح أكبر عدد من اللاجئين في جميع أنحاء العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وبلغ عددهم 60 مليونا لكن في عام 2015، عندما وصلت إلى أوروبا أعداد هائلة من المهاجرين، زاد هذا العدد بنسبة تقترب من
 10 %. وتضاعف النزوح العالمي تقريبا منذ عام 1997، وارتفع بنسبة 50 % منذ عام 2011 وحده عندما بدأت الحرب في سورية. وينحدر أكثر من نصف اللاجئين من ثلاث دول هي سورية وأفغانستان والصومال. وكانت تركيا أكبر بلد مضيف للاجئين للسنة الثانية على التوالي، حيث تستضيف 2.5 مليون شخص جميعهم تقريبا من سورية المجاورة.