الرياض: الوطن

أكد عدد من الخبراء الأمنيون أن جهود وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في توطين قطاع الاتصالات بنسبة 50 % من محال بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها الذي بدأ العمل به غرة رمضان الجاري، بدأت تؤتي ثمارها بدخول عدد من القوى العاملة السعودية المدربة والمستثمرين في مجال الاتصالات.
وثمن هؤلاء الخبراء الأثر المستقبلي لهذه الخطوة على أمن الوطن، الذي سيظهر في حفظ أسرار ومعلومات الفرد والمجتمع، كما سيبعد الشباب عن براثن البطالة التي ينتج عنها انحرافات في الفكر والسلوك، عبر توفير فرص عمل للسعوديين والسعوديات الراغبين في العمل بهذا النشاط، الذي يتسم بمردوده المادي المربح ويحقق الاستقرار الوظيفي.
مشروع حيوي
قال اللواء دكتور علي هلهول الرويلي من جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية، أن توفير الفرص الوظيفية من قبل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لجميع شرائح المواطنين حسب تخصصاتهم وقدراتهم يُعد مشروعا حيويا يدخل في نطاق الأمن الاجتماعي وكذلك الأمن الاقتصادي كعنصرين مهمين ضمن الأمن الوطني الشامل، مبيناً أن قطاع التقنية والاتصالات يعد أحد القطاعات المهمة التي يمكن أن يشغلها الشاب أو الشابات في المملكة، وهي مناسبة جداً لتحقيق العائد المادي وتوفر أمن وحماية للمعلومات التي ممكن أن تقع في يد وافد قد يسيء استخدامها ويستغلها إضافة إلى عمل السعوديين في هذا المجال يحقق أيضا توطين التقنية بأيد سعودية شابة واعدة يمكن تطويرها.
انتشار التقنية
من جانبه أشار عضو اللجنة الأمنية في مجلس الشورى الدكتور سعود بن حميد السبيعي: إلى إنه في أي بلد من بلدان العالم يأتي الأمن أولاً، ولن يكون هناك حياة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية إن لم يكن هناك أمن.
وأوضح السبيعي أن الأمن له جوانب كثيرة ومن هذه الجوانب التقنية التي دخلت في جميع نواحي الحياة حيث أصبحت وسائل الاتصال متاحة للجميع، لذلك هناك تخوف من الاختراق لخصوصية الفرد والمجتمع وحتى الدول، ومحلات الجوالات التي يسيطر عليها إخوة وافدون تعد أحد الجوانب الأمنية التي يجب أن يتم أخذ الحيطة والحذر لها، لذلك يجب أن يكونوا سعوديين في هذا المجال، حيث إن المجتمع حديث عهد بالتقنية والنمو الاقتصادي الكبير الذي تسبب في انتشار التقنية بين جميع أفراد المجتمع.
مجالات متنوعة
بدوره قال عضو هيئة التدريس بجامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية اللواء ركن على بن محمد التميمي: إن الوصول المتأخر خير من عدم الوصول، منوها بأن ما يحدث من توطين في مجالات متنوعة يعد شيئا مبشرا ويفتح فرصا وظيفية لبنات وأبناء الوطن بالعمل الشريف الذي يخدم الوطن.
وأضاف اللواء التميمي أننا نعيش ظروفا مختلفة خاصة في ما يتعلق بالقلاقل الأمنية التي استغلها ضعاف النفوس، وفي نفس الوقت هناك شباب متكدس في البيوت يبحث عن أي فرصة تضمن له لقمة العيش ولذلك استشعرت الدولة خطورة عدم توطين هذا القطاع رغم الجهود التي قامت بها لاحتواء ذلك إلا أن انتشار السريع لوسائل التواصل والاتصال يمثل هاجسا خطيرا أمام الأمن، وهنا قامت الدولة بالسعي جاهدة لسعودة هذا القطاع لما يمثله من أهمية قصوى وكان لزاماً على وزارة العمل والتنمية الاجتماعية توطين هذا القطاع وعدم التهاون فيه وعدم تأجيله لأنه يعد مجالا يدر أرباحا لا يستهان بها.