قبل أن يستيقظ مجلس الشورى، ويكتشف ضياع أموال صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) كنا ننادي بأعلى أصواتنا هنا وهناك.. دون أي صدى لأصواتنا التي ذهبت دون أن تجد من يسمع أو يستمع لها!
عام 2010 كتبت هنا أن الصندوق يقوم بصرف مئات الملايين، دون أن نعرف أي تفاصيل.. قلنا لهم أخبرونا.. كي تطمئن قلوبنا.. أين تذهب تلك المبالغ الهائلة.. لم يكن أحد يرد علينا..
وقبل سنتين بالضبط قلت هنا إن ملايين الريالات سيوزعها صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) على مسابقات تحمل عناوين التحدي والإصرار.. لا تدري من سيشارك، ولا تدري من الذي يملك التصرف بملايين الصندوق، ولا تدري من الذي يراقب، ولا تدري كيف يسمح لهذه الصناديق بالعمل وصرف كل هذه الملايين دون رقابة أو مناقشة.. ولا أحد اهتم لذلك!
بعدها بسنة ناديت هيئة مكافحة الفساد، طالبتها بمراجعة أداء الصندوق وطمأنة الناس على سلامة الصرف خلال إدارات الصندوق السابقة ولم يتجاوب أحد!
الأسبوع الماضي وبعد أن طارت الطيور بأرزاقها، خرج علينا مجلس الشورى مطالبا بمحاسبة إدارات الصندوق لوجود هدر مالي، ومبالغ ضخمة جدا تم صرفها دون مسوغ نظامي، وذهبت شرهات!
بقدر ما أسعدني الخبر، لأنه يدحض المقولة التي تقول إننا كنا ننتقد الصندوق لمجرد الانتقاد، فقد أحزنني لأنه جاء متأخرا جدا.. جدا..!
اليوم أعتقد جازما أن أمام هيئة مكافحة الفساد فرصة لا تعوض؛ كي تثبت جديتها، وحرصها على المال العام في السعودية.. بحيث تستعين بلجان التحقيق والمراقبة، وتقوم باستدعاء إدارات الصندوق السابقة، ومساءلتها بجدية أمام الرأي العام عن مئات الملايين التي ذهبت، دون أن نعرف كيف، وأين ذهبت.
أرجو أن تنجح هيئة مكافحة الفساد هذه المرة، فإن لم تنجح، أو ليس لديها الرغبة، فلتخبرنا كي نغض الطرف عن الصندوق، وكفى الله المؤمنين القتال.