نسمع كثيرا عبارة اليد الواحدة لا تصفق، والغرض منها تهميش دور الفرد في المجتمع وفي محيطه. وهي عبارة انكسارية هدفها الإحباط وغرس الانهزامية في روح كل مجتهد.
ولو أخذنا لمحة تاريخية بسيطة، لوجدنا أن أكثر الأفكار العظيمة، والتي غيرت مسار العالم بدأت من شخص واحد، وغالبا تكون فكرته محاربة أو محلا لسخرية وتندر الناس. والأمثلة كثيرة على كل الأصعدة سواء في الدين أو الاقتصاد أو التكنولوجيا أو الفيزياء أو الطب أو غيرها من العلوم. فكيف يقولون لنا: إن اليد الواحدة لا تصفق؟
إذا كانت هذه اليد قوية فإنها ستستطيع التصفيق وإحداث صوت، سواء مع يد أخرى أو مع أي شيء آخر حتى لو كان جمادا. وإذا كان هذا الصوت قويا فهو حتما سيجمع كثيرا من الأيادي حوله، وينتقل من مرحلة التصفيق بالأشياء، إلى مرحلة التصفيق مع أياد أخرى.
نحن نعيش في مجموعة دوائر لا يمكن حصرها: دائرة العائلة، ودائرة الأصدقاء، ودائرة الزملاء، ودائرة الدين، ودائرة الوطن، وغيرها من الدوائر.
فلو استطعت أن تؤثر على شخص واحد بفكرة معينة، فهذا الشخص لديه دوائره الخاصة به، وقد يؤثر على شخص آخر، وهذا الآخر قد يؤثر على آخر، وهكذا تستمر العملية وتتسع حسب الفكرة التي تُروج لها، وحسب البيئة التي تعيش فيها.
هنالك أفكار حُوربت في البداية، ولكن بعد انتشارها بين هذه الدوائر أصبحت مقبولة، ثم تحولت إلى واقع ملموس نعيشه اليوم.
وما زالت هناك كثير من الأفكار المحاربة الآن، وقد تكون في المستقبل القريب من المطالب الأساسية لشريحة عريضة من الناس. وستنقلب الآية ليكون من يحارب هذه الأفكار هو الرأي الشاذ وليس العكس.
الخلاصة، أن اليد الواحدة القوية قادرة على التصفيق، وقادرة على التغيير.