أبها: خلف عامر، نجلاء صلاح الدين



وسط حضور جيد تنوعت أوراق الأمسية النقدية التي نظمها نادي أبها الأدبي مساء أول أمس، حول الديوان الفائز بجائزة أبها للشاعر إبراهيم طالع وافاطمة، والتي أدارها الدكتور أحمد التيهاني، حيث تناولت الأوراق مآلات الديوان وقصائده، وتحدث فيها كل من الدكتور عبدالحميد الحسامي، والدكتور فوزي الصويلح، والباحثة قصايد القحطاني، والتشكيلي عبدالله عسيري، حيث كشف الحسامي عن لعبة القناع في قصيدة وافاطمة، وعرّج الصويلح  على وافاطمة أيضا، بينما حملت ورقة القحطاني بانوراما مكثفة لكامل الديوان.     
لعبة القناع
قال الدكتور الحسامي في ورقته الشاعر إبراهيم طالع مسوَّر بامرأتين نصيتين الأولى فاطمة التي شكلت هوية الديوان، فتبوأت عتبته الأولى عنوانا للديوان، كما حضرت بصريا في لوحة الغلاف بكفين مخضبين بالحناء، تبدو عليهما تجاعيد الزمن، كما كان لها نصيب وافر في الحضور في متن الديوان، الأولى تمثل المرأة العسيرية التي تحضر في الفضاء الشعري من موقع الأم، والثانية تحضر من موقع الزوجة.
صراع
قال الصويلح في ورقته التقط الشاعر الموقف عبر عنوان وافاطمة بذكاء وصاغه بطريقة جميلة للتعبير عن أمه الباقية وليس لأمه البيولوجية، والمعتبر في هذا التوظيف والاستلهام هو مواجهة الموت أو تحدي الجدب في سيرته المهددة بالفناء.
فيما تحدث التشكيلي العسيري عن رؤيته البصرية أثناء تصميمه للغلاف لتكون مدخلا موفقا لدلالة على ما احتواه الديوان، وركّز على الموروث الشعبي من خلال رسم يد مترفة بالتجاعيد التي هدّها تعب الحياة لكنه ركز على وضع الحنّاء في نهايات الأصابع كدلالة فرح وتباشير خير وإنجاز لطرد الوهن القابع في النفس.
ملامح الشاعر
سردت قصايد القحطاني بعض ملامح الشاعر إبراهيم الألمعي، بأنه يعرف كيف يصطاد الاستعارات في اللغة والتركيب والإيقاع والتصوير، حيث يبني على الضرورة التي تجيز للشاعر بسبب قيد الوزن ما لا تجيز للناثر الذي يكون في متسع من القول وتضافر صور الانزياح في الارتقاء بالنص من درجة الصفر إلى الدرجة العليا من الشعرية، وأن الصور الشعرية تشكل العمود الفقري للقصيدة فبها يكتسب الكلام جمالية.
بدورها، قالت زوجة الشاعر إبراهيم الألمعي المترجمة مهدية رابح دحماني، إن ديوان وا فاطمة كان له ظروف خاصة جدا في حياة الألمعي، حيث إن وفاة والدته أثرت في وجدانه، لأنه كان متعلق بوالدته بشكل غير عادي، وكان يتألم كثيرا فترة 8 أشهر خلال مرضها، وكانت في ذلك الوقت تجاوزت 100 سنة.