في اليوم التالي لموافقة الكونجرس الأميركي علي تحميل السعودية مسؤولية هجمات 11 سبتمبر 2001، نشرت صحيفة الوطن أن الضجة أكبر من مجرد 28 ورقة في التقرير، لأنها تطال مسؤولين أميركيين كبار، ولا تدين المملكة من قريب أو من بعيد. واشنطن استقبلت ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بدحض الادعاءات التي يقودها أعضاء نافذون داخل الكونجرس الأميركي – علي خلفية السباق الرئاسي للانتخابات الأميركية – للربط بين المملكة العربية السعودية وهجمات 11 سبتمبر. وحسب رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه، جون برينان، فإن نشر 28 صفحة من التقرير يثبت بالأدلة القطعية تبرئة السعودية، وسيرى الجميع ذلك.
مغزى تصريحات برينان وتزامنها مع زيارة الأمير محمد بن سلمان أكبر بكثير من مجرد عزم الإدارة الأميركية على الدخول في مواجهة حقيقية مع الكونجرس، مجلس النواب، واستخدام حق النقض، من قبل الرئيس باراك أوباما، لأنها – في العمق – تعيد الأوضاع للعلاقات التاريخية بين البلدين إلى مسارها الطبيعي الصحيح، بعد أن بلغت ذروة التوتر منذ عام 2011، بعد ثمانية عقود من العلاقات الإستراتيجية القوية، ورغم أنها لم تخل من الاختلافات ولكنها لم تعانِ من البرود مثلما عانت في الأشهر الأخيرة.
حقائق مسبقة
توقعات برينان حول نشر 28 صفحة سرية من التقرير التي تحوي تبرئة الحكومة السعودية بالدليل من هجمات 11 سبتمبر، ليست جديدة، فقد سبق وكتب رئيسا لجنة التحقيق الأميركية الرسمية بشأن هجمات 11 سبتمبر، توم كين ولي هاملتون، مقالا مهما الشهر الماضي في موقع أميركا اليوم حول مشاعر الغضب التي تولدت بشأن 28 صفحة. وتناولته الوطن في حينه.
تأكيد تميز العلاقات
لقد كان من الأولى والأنسب على رجل الاستخبارات الذي لديه معلومات مسبقة عما سيتم من أحداث إرهابية في 11 سبتمبر، أن يصيغ قصة متسقة تماما مع هذا الهدف المعروف، كما تقول في مقالها، لكن يبدو أن المعلومات الناقصة – كما تم الكشف عنها في العلن اليوم، لاسيما في 28 صفحة – تدين بشدة من صاغا التقرير النهائي أكثر بكثير مما هو متوقع. وبدءا عندما يؤكد كين وهاملتون عدم وجود أي دليل يربط بين السعودية وهجمات 11 سبتمبر. وهناك أيضا سؤال مهم: لماذا أشيع الآن أن 28 صفحة بالتحديد سرية، بعد 15 سنة؟ وما الذي يدرينا – بعد اتهام السعودية ثم تبرئتها بشكل قاطع - أن أكثر الصفحات والوثائق أهمية وحيوية في التقرير النهائي للجنة 11 سبتمبر مازال محجوبا ولن يراه الجمهور أبدا! ومن الذي يريد تسميم علاقة الولايات المتحدة بالمملكة العربية السعودية الآن؟
لقد جاءت تصريحات برينان الأخيرة لتؤكد على عمق العلاقات مع السعودية في حضور ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي رسالة غير مباشرة موجهة لإيران، التي استغلت هذا الفتور في العلاقات لتمارس زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط لا سيما بعد اتهامها في التقرير السنوي الأخير بأنها الدولة الأولى التي ترعى الإرهاب مع حلفائها في المنطقة.
حكاية خرافية
أكد كل من كين وهاملتون مجددا: عدم وجود أي دور للمملكة العربية السعودية في تلك الأحداث، وطالبا الحكومة الأميركية بالكشف عن الحقيقة كاملة لأعنف هجوم إرهابي ارتكب داخل أراضي الولايات المتحدة، بل الأسوأ على الإطلاق منذ بيرل هاربور. ويمكن اعتبار صياغة التقرير النهائي للجنة 11 سبتمبر مجرد حكاية خرافية دبجت أثناء استراحة الغداء بقلم فيليب زيليكو، كما قالت كريستين بريتويسر في مقالها الأخير قبل أيام – حيث أفاض زيليكو في الإشادة بالاستخبارات الأميركية وكيف عرفت أهداف تنظيم القاعدة داخل أميركا كما جاء في البند 5، وكيف كانت على علم بهجوم إرهابي وشيك كما جاء في البند 7 من التقرير. أما المعلومات الخاصة بأحداث 11 سبتمبر، التي يستشهد بها كأدلة دامغة، كما تقول كريستين، فقد استقاها من المقابلات التي خضع لها الموقوف خالد شيخ محمد، وطبيعي أن يقول المعتقل ما يريد أن يسمعه منه جلاده، ومع ذلك لم يأت ذكر لأي دور سعودي في هذه الأحداث، وإلا كان المحقق الأميركي المسؤول عن استجواب شيخ محمد أراد أن يطمس الدور السعودي ويخفي الحقيقة عن حكومته، وهذا مستحيل.
ثوابت أزلية
- سي آي إيه تبرئ المملكة
- أوباما يرفض الاتهامات الكاذبة
- اعتراف بدور السعودية الإيجابي
- تنسيق متواصل لمحاربة الإرهاب
- علاقة أزلية لمصلحة البلدين
- تعاون وثيق لاستدامة السلام
- السعي لفرض هيبة القانون