أظهرت قوائم المسجلين في الجمعيات العمومية للأندية الأدبية عزوفا واضحا من الكثير من المثقفين والأدباء المعروفين الذين كان بعضهم مسجلا في الجمعيات التي انتهت مدتها النظامية، بل إن بعضهم أعلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه لن يجدد عضويته لعدم تقديم هذه الأندية نشاطا جاذبا لاهتمام المثقف. الوطن استطلعت رأي بعض أعضاء مجالس إدارات الأندية ومن لهم خبرة في عمل في جنبات بعض الأندية، حول أسباب هذا العزوف.
طواحين
بلا شك معظم المثقفين والمبدعين ما زالوا يمرون بحالة من القنوط واليأس تجاه ما يحدث داخل الأندية الأدبية، فقرروا الانزواء والابتعاد عن طواحين الشلليات والتكتلات، فما يحدث الآن داخل أروقة الأندية الأدبية يشبه إلى حد كبير ما حدث خلال فترة انتخابات المجالس البلدية غير أن مرشحي الانتخابات البلدية كانوا يلعبون على المكشوف من خلال بناء مخيمات وحشود قبلية وشعبية تصفق للمرشح وبروشورات ولوحات دعائية وبرامج حفل تقدم فيها الولائم للحضور، بينما ما يحدث في انتخابات الأندية الأدبية من تحت الطاولة، إذاً الموضوع برمته متشابه، وعن تجربتنا في أدبي الجوف شخصيا كانت لي تجربة في السنوات الأربع الماضية (أول مرحلة ترشيح للأعضاء) لم أفضل تكرارها، لذا لم أتقدم بطلب دخول عضوية الجمعية العمومية في الدورة الحالية وفضلت إتاحة المجال لأشخاص آخرين ربما سيكونون أفضل حالا في المشاركة لقيادة المشهد الثقافي في المنطقة، لأن المسألة أهداف وقناعات تختلف من شخص لشخص والأسماء البارزة في الجوف ثقافيا لم تترشح ولم تتقدم للجمعية العمومية ربما حالة يأس اجتاحت المنطقة وما زالت تخيم عليها.
محمد الرويلي
عضو مجلس أدبي الجوف
إحباط
مرت الأندية بمرحلة تغيير شامل بعد انضمام الثقافة لوزارة الإعلام، ومرت الفترة الأولى بالتعيين وانتهت هذه الفترة بمرحلة جديدة هي مرحلة الانتخابات التي بحث المثقفون عنها كفعل ثقافي حضاري، لكن ظهر التقصير جليا في أداء الأندية الأدبية، وظهرت المشكلات على السطح، ووصل بعضها إلى المحاكم، فانشغلت الأندية بمشكلاتها الداخلية والخارجية، وأصبح الحكم الثقافي على هذه الأندية بأنها معدومة الفائدة، ولم تعد تقدم الفعل الثقافي المؤثر في المجتمع، وانحصرت فائدتها في فئة معينة محسوبة على مجالس الإدارات المنتخبة، ما حدا بعدد كبير من الأدباء والمثقفين إلى العزوف عن المشاركة في برامج الأندية وفعالياتها، والعزوف عن التسجيل في جمعياتها العمومية، وأصبح الحضور محدوداً جداً، ما أصاب مجالس الإدارات بالإحباط الشديد، وبالتالي ضعف أداء الأندية، وتقلص خدماتها المقدمة للمبدعين ما عدا بعض الأنشطة التي تقدمها الأندية ذات الاستقرار الإداري، وإصدار المطبوعات التي تختلف من نادٍ لآخر. لذا فإن عزوف كبار الأدباء والمثقفين له أسبابه ومبرراته التي اقتنعوا بها ولم يكن تعاليا.
أحمد الحربي
رئيس أدبي جازان الأسبق
مضيعة للوقت
يرجع عزوف المثقفين عن التسجيل في عضوية النادي الأدبي لأسباب متعددة، منها انعدام الجدوى من الاشتراك، فغالبا الأندية الأدبية لا تلبي رغبات المثقفين من حيث نوعية المقدم في أنشطتها أو عروضها. كما أن بعض من المثقفين بطبيعتهم لا يحبون الالتزام والاشتراك فهي قيد بالنسبة لهم، أو يرونها مضيعة للوقت.
وهناك من يعزف عن تجديد عضويته لشعوره بالظلم وضياع الحق، وأن من الصعب أن يحصل على مقعد في مجلس الإدارة بسبب التكتل أو شراء الأصوات.
من أسباب العزوف أيضا ضعف المردود من وراء الاشتراك، حيث إن المثقف لا يشعر بأنه عضو في الجمعية العمومية، فكل القرارات بعد الانتخابات بيد المجلس، وصوته غالبا ضعيف لا يصل.
وربما من أسباب عزوف المثقف عن التسجيل أن أغلب الأندية ما زالت بدائية في تسجيلها حيث يشترطون حضوره، فليس هناك طريقة حديثة كإرسالها إلكترونيا فضلا على أن وقت التسجيل محدد، وهذا يسهم كثيرا في عزوفهم.
أغلب الظن أن المثقفين الكبار لا يبتعدون عن الأندية الأدبية تكبرا، بل ربما أن انشغالاتهم الكثيرة هي أهم أسباب ذلك البعد، كما أن البعض منهم لا يجد التقدير الذي يرضي جهده، فيما يجد من هو أقل منه علما ونضالا مبجلا فيعزف حفاظا على مكانته.
البعض يقاطع الأندية بناء على موقف، فمثلا عبدالله الغذامي ظل فترة مقاطعا للأندية الأدبية بناء على موقف معروف وهو مطالبته بالانتخابات وحين اعتمدت تجاوب مع دعوات بعض الأندية وألقى عدة ندوات وطبع كتاب له في نادي مكة الأدبي.
أمل القثامي
عضوة إدارة أدبي مكة