الناجون من المحرقة يتعرضون لإهمال فاضح في دولة تزعم أنها الملاذ الآمن ليهود العالم لتجنبهم هولوكوست جديدا. وهو الأمر الذي اعترف به رئيس إسرائيل الحالي رؤوبين ريفلين

تم في إسرائيل قبل أيام إقامة مراسم يوم ذكرى الهولوكوست التي شارك فيها ناجون منه وأفراد أسرهم. وأشعلت ستة مشاعل تخليدا لذكرى ستة ملايين يهودي يزعم أنهم قضوا في الهولوكوست.
ويعيش في إسرائيل اليوم نحو 194 ألف ناج تتناقص أعدادهم بشكل مستمر. حيث يموت نحو 40 منهم كل يوم، ونحو 1200 شخص كل شهر، ونحو 14200 منهم يموتون كل عام.
ووفق معطيات رسمية هناك نحو 45000 من الناجين بين الأعمار 70-113 هم فقراء. ونحو 65% يقولون إنهم بحاجة إلى تلقي المساعدة في الأعمال الأساسية اليومية، مثل العلاجات الطبية وشراء الطعام، ولكن يعيش أكثر من ثلثهم وحدهم ويضطرون إلى تدبر أمورهم بأنفسهم. تحدث خمسهم عن صعوبات بيروقراطية لدى توجههم لطلب المساعدة، ونحو ربع مجموع طلبات المساعدة من قبل المواطنين كبار السن هي طلبات مساعدة للناجين من الهولوكوست. تصل ميزانية المساعدات للناجين في وزارة المالية إلى 4.17 مليارات شيكل.
ونفسيا، فإن 45% - نحو نصف الناجين اشتكوا من أنهم يشعرون بعزلة في أحيان كثيرة. وقال واحد من كل خمسة ناجين إنه لا يشعر بالأمان في منزله. ومن بين حقوق الناجين حقهم في تلقي العلاج النفسي في كل ما يتعلق بملاحقتهم إبان الهولوكوست، ووفقا لتقرير من عام 2015، فإن نصف الناجين يشعرون بقلق من عودة الهولوكوست.
ويعني هذا أن الناجين من المحرقة يتعرضون لإهمال فاضح في دولة تزعم أنها الملاذ الآمن ليهود العالم لتجنبهم هولوكوست جديدا. وهو الأمر الذي اعترف به رئيس إسرائيل الحالي رؤوبين ريفلين بقوله: أتهم الدولة بأنها لا تفعل ما يكفي من أجل الناجين من الكارثة الذين يعيشون في إسرائيل. هذه السنين هي فرصة لحساب النفس. ولم يحصل الناجون من الكارثة على الاحترام الذي يليق بهم. واليوم أيضا لا تعمل إسرائيل كل شيء من أجل رعاية الناجين من الكارثة. وتوجه للناجين من الكارثة وقائلاً: أعتذر من كل واحد منكم لأننا لم نفعل ما يكفي.
وقد رد نتنياهو بشكل غير مباشر على أقوال ريفلين وقال: إن من واجبنا أن نُمكنكم (الناجون من الكارثة) من أن تعيشوا حياتكم بسعادة واحترام. سيدي الرئيس أنت محق. فخلال السنين لم نفعل ما يكفي، لكننا أضفنا في السنوات الأخيرة الكثير من المصادر وسنضيف الكثير لسبب بسيط وهو أنها من حقكم.
وكان الجنرال يائير غولان نائب رئيس أركان الجيش قد قال في خطابه في ذكرى الكارثة في معهد دراسات الكارثة: بنظري، يجب أن تدفعنا الكارثة إلى التفكير العميق في ماهية الإنسان، ولا سيما، عندما يكون هذا الإنسان هو نحن أنفسنا. وعلى الكارثة أن تستنهض كل أولئك الذين يُمكنهم تحمل مسؤولية جماهيرية. لأنه إن كان هناك من شيء يُخيفني في ذكرى الكارثة، فهو رصد سلوكيات مُروعة وقعت في أوروبا عموماً، وفي ألمانيا تحديداً، ولكن ذلك كان قبل 70، 80، 90 عاما، ويسود شعور مثل تلك السلوكيات بيننا هنا، اليوم، في عام 2016. حيث ليس هناك أسهل وأبسط من أن نكره الغريب، أن نتسبب بالترويع والترهيب، وأن نتصرف ببربرية، تعصب، ونفاق. علينا في ذكرى الكارثة أن نناقش مدى قدرتنا على اجتثاث بذور عدم التسامح، العنف، والدمار الذاتي الذي يتسبب به التراجع الأخلاقي.
وأثارت تصريحات غولان عاصفة من الانتقادات والاستهجان في إسرائيل. وكتب وزير التربية، نفتالي بينيت: لحظة قبل أن يُحول من ينفي وقوع الكارثة هذه الكلمات إلى شعار، وقبل أن يُقارن جنودنا بالنازيين، لا سمح الله، من جهات عُليا. لقد أخطأ نائب رئيس الأركان، لذلك عليه تصحيح الخطأ فورا. وبالفعل نُشر لاحقا توضيح من قبل المُتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: يود أن يُوضح نائب رئيس الأركان أنه لم تكن لديه أية نية لمقارنة سلوك الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل بما حدث في ألمانيا قبل 70 عاما. المُقارنة غير معقولة أبدا ولا أساس لها.
الجدير ذكره، أن أول كتاب نشر حول إنكار حدوث الهولوكوست حمل اسم الحكم المطلق صدر في عام 1962 للمحامي الأميركي فرانسز باركر يوكي، وفي ستينات القرن العشرين، أيضا وفي فرنسا قام المؤرخ الفرنسي بول راسنير بنشر كتابه دراما اليهود الأوروبيين. وفي سبعينات القرن العشرين، نشر آرثر بوتز أحد أساتذة الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب في جامعة نورث ويسترن الأميركية كتابا باسم أكذوبة القرن العشرين وفيه أنكر الهولوكوست وقال إن مزاعم الهولوكوست كان الغرض منها إنشاء دولة إسرائيل. وفي عام 1976 نشر المؤرخ البريطاني ديفيد أرفنج الذي حكمت عليه محكمة نمساوية في 20 شباط 2006 بالسجن لمدة ثلاث سنوات بسبب إنكاره للهولوكوست في كتابه حرب هتلر. ونشر الصحفي الكندي ريتشارد فيرال في 1974 كتابه أحقا مات 6 ملايين؟.
وهناك العديد من الكتب والمنشورات الأخرى على هذا السياق ويمكن اختصار النقاط الرئيسية بالتالي :أ- إبادة 6 ملايين يهودي هو رقم مبالغ به كثيرا، إذ انه استنادا على إحصاءات أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية كان العدد الإجمالي لليهود في أوروبا 6 ملايين ونصف المليون وهذا يعني أنه في الهولوكوست تم تقريبا القضاء على اليهود في أوروبا عن بكرة أبيهم. وهذا ينافي أرقاما أخرى من دوائر الهجرة الأوروبية التي تشير إلى أنه بين 1933 و1945 هاجر مليون ونصف المليون يهودي إلى بريطانيا والسويد وإسبانيا وأستراليا والصين والهند وفلسطين والولايات المتحدة . ب- عدم وجود وثيقة رسمية واحدة تذكر تفاصيل عمليات الهولوكوست. ت- التضخيم الإعلامي لمعسكرات الاعتقال المكثف ومعسكرات الموت لا أساس له من الصحة.