أكد عميل استخباراتي سابق لدى تنظيم داعش أن رجلاً فرنسياً يكنى أبو سليمان الفرنسي، يُدير صالات الرياضة في السابق، تحول إلى إدارة آلة القتل الخاصة بتنظيم داعش في أوروبا. فقد جرت ترقية أبو سليمان الفرنسي، ليتولى منصباً رفيعاً في فرع الاستخبارات الأجنبية التابع لتنظيم داعش، بعد أن دبَّر وخطط لهجمات سبتمبر الماضي، المروعة في باريس.
وتبقى هويته الحقيقية ودوره في صفوف تنظيم داعش، مسألتين غير محسومتين لدى الاستخبارات الغربية، لكن تولي شخص غربي مثل هذا المنصب الرفيع يُؤكِّد أن التنظيم يضع الهجمات على الغرب أولوية له، وهو ما يؤكده مسؤولون فرنسيون وأميركيون رفضوا الكشف عن هويتهم.
بدأ أبو سليمان مشواره مع التنظيم عميلا عاديا، لكنه قدم خطة الهجمات على العاصمة الفرنسية إلى زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، عبْر المتحدث باسم التنظيم أبي محمد العدناني، وبعد أن نجحت الهجمات بشكل غير مسبوق، كافأه البغدادي، وقام بترقيته إلى هذا المنصب.
كان أبو سليمان يُدير صالات رياضية في باريس، قبل تحوله إلى اعتناق الفكر الجهادي، وانتقاله إلى سورية، للانخراط في الحرب الأهلية الدائرة هناك. وهو متزوج ولديه طفلان، ويعيش مع زوجته، المواطنة الفرنسية هي الأخرى، في منطقة الباب، إحدى البلدات الرئيسة في محافظة حلب، التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
ويعتقد أن أبا سليمان الفرنسي نجح فيما فشل فيه الآخرون، إذ كان المتحدث باسم تنظيم داعش الذي دعا، قبل عامين، المسلمين في أوروبا إلى قتل الأوروبيين بأية وسيلة كانت، وفقاً لما أوردته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية. وقد أرسل التنظيم أفراداً مدربين من سورية، لشن هجمات محدودة لاختبار قدرات الأجهزة الأمنية الأوروبية.
وما يُلفت الانتباه هو أن معظم مقاتلي داعش العائدين إلى أوروبا، هم من الناطقين بالفرنسية. ووفق ما أعلنه داعش، قضى ثمانية من أصل 10 من منفذي هجمات باريس بعض الوقت في سورية والعراق.
يشهد التنظيم الآن تحولاً كبيراً، فقد بات يتشكل من مجموعات متصلة ببعضها عضوياً، لكنها كيانات مستقلة، ولكن ما زال التنظيم محافظاً على تواجده القوي في الموصل والرقة، حيث تظل أجهزة الدولة قائمة. وإن وحدة الأمن الخارجي تتوسع باستمرار تحت قيادة أبي سليمان الفرنسي، وذلك إثر ازدياد تعداد الجهاديين الأوروبيين الذين يخططون لشن هجمات في أوروبا.
وعلى الرغم من وجود حاجة ملحة لشحذ الجهود الغربية لمواجهة تنظيم داعش، إلا أن ذلك يقابل عقبة كبرى تتمثل في عدم تعاون الدوائر الاستخبارية الغربية مع بعضها البعض بالشكل الكافي، فضلاً عن أن بعض أجهزة الاستخبارات الغربية تتجنب الحديث علناً عن هجمات محتملة أو أفراد مشتبه بهم، حتى لا تتعرض للإحراج من أي أحد من مواطنيها المتهمين بالإرهاب يكون قد أفلت منها.