الاقتصاد جزء أساسي في هذه الرؤية، ولكن الأجزاء المهمة -في نظري- هي تلك المتعلقة بالجوانب الثقافية والمعرفية؛ فالمتحف الإسلامي، لا أبالغ إن قلت إنه حلم المتعطش لمعرفة الإسلام، واختيار عاصمتنا الحبيبة مقرا له، في محله
واضح تماما أن هناك عددا من المفاهيم الإستراتيجية ما تزال غير واضحة؛ كالفرق بين الرؤية والإستراتيجية، أو الرؤية والهدف.
القضية قضية منهجية، وليست مجالا ليحكي فيها من يفهم، ومن يحتاج أن يستزيد من الفهم؛ فليست الرؤية مرادفة لكلمة إستراتيجية، ولا هي بطبيعة الأمر مرادفة للرسالة أو الأهداف أو القيم.
مما يجب التأكيد عليه، أن عملية صياغة الرؤية والإستراتيجية والرسالة والأهداف، ليست مجرد سبق في اختيار الشعارات المنمقة والعبارات الجذابة، بل هي منهج في الفكر الإستراتيجي الخلاق حول المستقبل، ونوعية الحراك المرغوب.
والرؤية التي وافق عليها مجلس الوزراء، وبشر بها خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- ووجه بها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وأبهرنا بل وأمتعنا بجولات عنها عرَّابها سمو ولي ولي العهد؛ من اسمها تدل على ما يتطلع إليه أصحاب القرار من إنجازات مستقبلية يتوقعون تحقيقها، وما من شك في أن هناك إستراتيجية لها، أي إطار عملي سيتم من خلاله القيام بمجموعة من المهام للوصول إلى الموقع المستقبلي الذي يتطلع إليه متخذ القرار، وتحليل المواقف مستمر، والبدائل لن تتوقف، والتعزيزات متواصلة.
الاقتصاد جزء أساسي في هذه الرؤية، ولكن الأجزاء المهمة -في نظري- هي تلك المتعلقة بالجوانب الثقافية والمعرفية؛ فالمتحف الإسلامي، لا أبالغ إن قلت إنه حلم المتعطش لمعرفة الإسلام، واختيار عاصمتنا الحبيبة مقرا له، في محله، وهذا طبعا لا يمنع من التفكير في جدوى أن يكون له فرع دائم في مدينة جدة أو الطائف، حيث بوابة الحرمين الشريفين، ومحط استقبال 15 مليون معتمر خلال السنوات الأربع القادمة.
يلي المتحف، الترفيه المعيشي والثقافي، وهذا وحده سيقرب الناس من بعضها معرفيا، وسيجعل العقول متلاقحة، وسيخفف حتما من الفجوة والجفوة الفكرية بين الجميع.
الرؤية الطموحة التي بدأنا نستشعر خطواتها الجدية، طلب منا قادتنا أن نعمل معا لتحقيقها، وأن نتكاتف ونتعاون من أجل الوصول إلى أعلى درجات التقدم، وأن نتحمل جميعا المحافظة على منجزاتنا ومكتسباتنا، وطريق ذلك -كما أراه- أن يشعر كل فرد من أفراد هذا الوطن، أن مكانته في قلب قادته الذين أحبهم، أقرب من قرب مكانه منهم، وأن قيمته المعنوية محفوظة، واعتباره لا يتوقف إلا على قامته وقيمته، بغض النظر عن أي اعتبارات قد يُفهم منها التهميش أو الإقصاء أو التمييز -لا قدر الله- فبلادنا أصبحت بهذه الرؤية المتوثبة شركة، والجميل أن الجميع شريك، والكل مساهم.
نقطة ختام:
هناك مستحيلات كثيرة في بلادي، في رأي البعض، ولكن العاقل هو من يراها تحديات، وتجاوزها بأمر الله ليس عسيرا.