كان الأسبوع حافلا بالتوقعات والأماني وتخيل الصيغ اللفظية التي ستحمله البيانات التفصيلية لعملية التغيير، وارتفع فيه سقف الإيجابية لدى كثيرين لأن ما سيتم إعلانه سيمثل فعلا تحولا كبيرا.
وفي ظل ذلك التفاؤل كان التوجس حاضرا لدى فئة أخرى، حيث لم تتماه في مشاعر الغبطة حول ما ستحمله مرحلة ما بعد الإعلان من تطبيق على أرض الواقع، وعلتها في ذلك بعض تجارب الماضي والإخفاق الذي يصاحب خطط التحول مهما كانت بسيطة، فكيف بتحول هيكلي عميق يطال كل شيء، وهل بعض الأشياء ستصنف كمقدسات يصعب الاقتراب منها؟ أم أن الأمر لم يعد يحتمل نظرتنا الضيقة للأمور وخوفنا الدائم من الاقتراب من بعض الأشياء خشية العواقب المزعومة التي هي حجج التقليدي أو صاحب المصلحة في جمود نظام معين.
واقتربت ساعة الصفر ليكون الإعلان قويا وصادما، ليس في سطوة القرار وإنما في ذلك التغيير الذي يشكل تحولا جذريا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، بحيث استدركنا لنتساءل هل نستطيع استيعاب ما يحصل؟ وهل لدينا القدرة على المواكبة أم أننا بحاجة إلى تطوير وعينا قليلا لاستيعاب ذلك الحجم المهول في عملية التغيير، ثم نعيد برمجة أفكارنا لمواكبة المرحلة والسير معها حتى لا يختل التوازن فتتراجع نسبة تحقق الأهداف، والتي يشكل المواطن العنصر المهم في عملية تحقيقها، حيث سيكون المجال مفتوحا له بشكل واسع، سواء لإيجاد فرص للعمل والاستثمار، وتملك أسهم في شركات كبرى، أو القيام بمشاريع سيحقق دخله منها مستوى معيشيا أفضل، وهذا ما اتضح لنا من حديث الأمير محمد بن سلمان، والذي ارتبط في أذهان الشعب السعودي بالشخصية الأقوى في اتخاذ القرارات، والشخصية المقدامة التي استطاعت أن تقلب الموازين في وقت قصير، بل واستطاعت أن تغير في مفاهيمنا السابقة من أن النفط مهدد بالنفاد يوما ما لنواجه مصيرا مجهولا يصعب تخليه.
ما هو حقيقي أن تحقيق هذا التحول سينقلنا إلى خانات الدول الأكثر تقدما في العالم، غير أن الأمر فوق ما يحتاجه من جهد وعمل يحتاج كذلك إلى الإخلاص والمصداقية في عملية المشاركة، والتخلي عن الأخطاء والتكاسل وموت ضمائر البعض الذي يرى أن المحاسبة أو العقوبة لن تقع على من أهدر أو حتى استولى على المال العام.. هنا سيتغير الحال حتما.