قال الشيخ صالح المغامسي في تغريدة له إنه يتفهم لم يتنادى بعض الأنداد قائلين لا ينبغي أن يكون صالح من المفتين. وأكد أنه حسد الأقران كان وما زال وسيبقى في الناس، وبين أن مسألة الموسيقى جُعلت مطية لحاجة في الصدور، فهم فرقاء متشاكسون جمعهم بغضه، فالقضية ليست إنكارا منكرا، بل إسقاط رجل معروف.
واعتبر الشيخ صالح المغامسي في لقاء تلفزيوني أنه ليس حسنا أن يقول الإنسان كل شيء في مقام واحد، واستشهد بقول عمر بن عبدالعزيز لما تجادل مع ابنه عبدالملك، وقال يا بني إن الشيء الذي أحكم عراه عبر سنين لا ينقض إلا عبر سنين. وعبر عن إيمانه بحاجة الأمة لخطاب تجديدي، معتبرا أن القدم يلبس الأشياء قداسة. ورفض المغامسي أن يدخل في أي جدال مع أي أحد، مؤكدا أنه يخاطب عامة المسلمين، وأنه غير ملزم بأن يقنع الناس برأيه.
واستشهد المغامسي بفتوى أن تكون زكاة الفطر من الأرز ورفض الناس حين ذلك لمن أفتى بها لما رأى أن الأرز هو أكثر قوت الناس، حتى إن بعضهم كان يأتي لمن أفتى بذلك القول ويقول له أبغضك في الله لأجل فتواه، والمقصود هنا أن الناس لم يقبلوا بتلك الفتوى حينها ومع السنين الآن لا تجد إلا الأرز في زكاة الفطر، والآن أتوقع أن الناس في أول الإمر لن يقبلوا رأيي وفتاواي، ولذلك أنا قد لا أعدها لهذا الجيل فقد تكون لأجيال قادمة. وبين أنه ليس ملزما بإقناع أحد، أو الرد على أحد.
وأضاف المغامسي: في موضوع الموسيقى مثلا، الله تعالى يقول: ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين، وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم.
فيها 3 أقوال شهيرة، فالمسألة خلافية وليس فيها إجماع أنه في الغناء، ولو فرضنا قولا قويا أنه الغناء، فالله قال لهو الحديث، أي كلام، فالمعازف هنا ليس لها ذكر، فالمعازف لا تسمى حديثا.
وأنا أتكلم عن الموسيقى وليس الغناء، ومن مبادئ ما ندعو إليه اليوم أنه لا يؤثم إلا من أثمه الله.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا أحد أحب إليه العذر من الله، ولذلك بعث الله الرسل حتى تقوم الحجة، ومثلا الله تعالى لما أراد أن يحرم الربى والزنا والميتة جاءت آيات واضحة بتحريمها، ولو أراد الله تحريم الموسيقى لجاءت آية وقضي الأمر، إذاً هذه الآية نعم تحتمل، ولكن ليس عليها إجماع، أما الغناء الحاصل الآن أن تأتي امرأة أو رجل في أجواء مختلطة الله أعلم بما قبلها وما بعدها، يحصل ما يحصل، فهذا أصلا ليس غناء، هذا مصيبة أكبر من كونها غناء، لا يشك أحد قرأ الكتاب والسنة في أن هذا حرام، وأنا لا أتحدث عن هذا ولم أقر به، وأنا لما سُألت عن موسيقى تظهر في بعض مقاطعي قلت: أولاً أن هذه المقاطع لسنا نحن الذين نخرجها وهؤلاء الذين أخرجوها، أنا كنت ألتمس العذر لهم، ولم أكن أتكلم عن سؤال ما حكم الموسيقى وقلت لعل لهم عذر، لأنني أنا لا يصلح أن أتاجر بدين الله وأنفض ثوبي وأقول أنا بريء منهم وكأنهم داخلون النار، إذا كان أحد يرى بحرمة الشيء فليقل إنه حرام وليقل الدليل، لكن لا تقل قال فلان وفلان، فهذا ليس دليلا، هذا في شرع الله ليس دليلا، هذه أقوال رجال تقبل أو لا تقبل والله تعالى يقول: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى? يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ، ولا نجادل من يرى أن في هذا القول تحريما للمعازف، دع في الناس من يقول ذلك تستوي الكفة القضية الأساسية لا تجرم الناس وتجعل قضية المعازف قضية وكأنه لا شأن للناس إلا الموسيقى والناس تبعا لعلمائهم ودعاتهم ولخطبائهم.
واعتبر المغامسي أن الناس سيقوا لقضايا كان من المفروض ضرب الذكر عنها صفحا وثمة قضايا أهم، مؤكدا أن انشغال الأمة بهذه الجزئيات التي مضى فيها الخلاف من قديم الدهر هو الذي حرم الأمة من البناء.