منحنا الله عقولا، ولنا مطلق الحرية أن نشغلها بالجدل وصغائر الأمور وسفاسفها، أو نستخدمها في التفكير في قضايا وطننا الكبرى.
والله بفضله وكرمه منحنا المقدرة والإمكانات، كي نجلس في مكاننا اللائق بنا في العالم اليوم، أو نقبع في المربع القديم ذاته!
استمعت يوم أمس للّقاء الذي قدمه الزميل تركي الدخيل عبر قناة العربية، مع سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
استوقفتني عبارة قالها الأمير، ولو لم أسمع من اللقاء سواها لكفى؛ ولو كان لي من الأمر شيء لجعلتها عنوانا للمرحلة، حينما قال طموحاتنا ستبتلع مشاكل الإسكان والبطالة!
نحن أمام طموح كبير. يقول للناس إن هذه المشاكل التنموية لن تشكل عائقا أمامهم خلال السنوات القادمة.
وحينما يلتقط الأمير في حديثه هاتين المشكلتين على وجه التحديد، فهو يعلن للناس بشكل مباشر أنه على علم تام بمعاناة الناس، ويدرك جيدا أن الناس تعاني من السكن، وأبناء البلاد يعانون البطالة.
ما أجمل البلد حينما تكون قيادته أسرع من الشعب نحو المستقبل. وما أجمل البلد حينما تسبق طموحات القيادة طموحات الشعب!
من نعم الله عز وجل على أي شعب في العالم، أن تكون القيادة قريبة من الشعب. قريبة من مشاكله. مستوعبة لها.
المهم الآن، أن تتواصل الهزات التي أشار إليها الأمير محمد بن سلمان في حديثه، حينما أشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين ?عمل عملا قويا لهز رأس الهرم في السلطة التنفيذية. نحن أيضا يا سمو الأمير، بحاجة إلى هز السلطات التنفيذية والتشريعية المتكلسة في بعض المناطق، التي إما أنها غير مستوعبة لضرورة الانتقال نحو المستقبل، أو أنها غير قادرة على المضي نحوه، أو أنها آثرت الانصراف نحو مكتسباتها الشخصية.
نحن أمام عقول في قطاعات كبيرة ما تزال تتعامل مع عام 2016 بمنهجية 1990، الزمن يمضي ومهما كان لديك الحماس والرغبة والطموح لن تصل لما تريد طالما أعضاء الفريق لا يمتلكون اللياقة الكافية. التغيير مطلبٌ، ويجب أن يكون شاملا.