صفية باسودان

رددنا كثيراً عبارة المرأة نصف المجتمع قولا، فلم نعمل بالشكل المطلوب على تحقيق هذه المقولة التي تحقق للمرأة على أرض الواقع تلك المناصفة، لهذا كان نمو المجتمع التطوري بطيئاً جداً.
نحن مجتمع عربي له خصوصية القوامة الذكورية، مما جعل المرأة في نهاية الأولويات، بل جعل البعض ينظر لها كهامش في الحياة! على العكس من المجتمعات المتقدمة، التي أدركت أهمية المرأة وفهمت دورها ووظفتها فكانت الجسر الذي يمتد بنجاحاتها وتطورها نحو التقدم.
هذه المجتمعات حققت تقدمها بعملها الدؤوب على مشاركة المرأة في كل مناحي الحياة، وحين سنحت الفرصة في مجتمعاتنا العربية للحاق بركب التغير والتطور وفتحت المجالات أمامها وقف المتشائمون لإضاعتها مجدداً.
هؤلاء المتشائمون قسموا المجتمع، حتى يبدو أعرج، بسبب الوهم الفكري في العقل الاجتماعي الذي جعلنا نهتم بقسم على حساب الآخر فامتدت ساق وانكمشت الأخرى.
اليوم يكفينا ما مضى وخيباته نتائجه المحبطة، ونقول لهم دعوا المرأة تعمل لتأخذ فرصتها كاملة غير مجتزئة، فهي لم تَخَلَّق للمنزل فقط، فهي مشاطرة للرجل في جميع الأعمال التي رآها الذكور حكراً عليهم.
تهميش دور المرأة وسلب حقوقها أديا إلى إضعاف المجتمع وشل نصف حركته، إلا أن القرارات الحكومية التي صدرت أخيراً لصالح المرأة، كالتوجيه بتأنيث العمل في المحال التجارية بمجالات مختلفة كبيع الملابس النسائية، إضافة إلى القرارات القضائية، المتعلقة بالحضانة، وإصدار نسختين من عقد الزواج واحدة للزوج والأخرى للزوجة، وغيرها من القرارات الداعمة التي صدرت ونفذت، أسهمت في ترميم الوضع الحقوقي للمرأة، ووضعها في مكانها الطبيعي كعلاج جيد لعرج المجتمع، وهو ما سيجعل كفتي الميزان الحياتي الاجتماعي متوازنة ومتساوية نوعاً ما، ليتحقق الشعار في رؤية واضحة جلية مهما كانت نسبة نجاحها ستكون أفضل على أية حال.