أكد وزير الخزانة الأميركي، جاك ليو، أهمية الدعم الواسع ومتعدد الأطراف لأي ترتيب للعقوبات وقيمة التخفيف عنها بصورة موثوقة عندما تحقق أهدافها. وكان ذلك على الأرجح ردا على أولئك الذين أيدوا فرض عقوبات جديدة على إيران، أو انتقدوا الإدارة الأميركية جراء تخفيف العقوبات على طهران.
وطالب جاك ليو بتخصيص موارد كافية لتنفيذ العقوبات، في إشارة منه إلى أن الاستخدام المتزايد للعقوبات -بل وربما الجديد بصورة أكثر- وما يصاحب ذلك من متطلبات رفع التقارير المصاحبة، شكَّل عبئا كبيرا على قدرات وزارة الخزانة الأميركية.
وتحظى العقوبات بأهمية كبيرة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، إلا أنها ليست جديدة. وتنتهج الولايات المتحدة في الوقت الحالي سياسة العقوبات التجارية، وحظر السفر، وتجميد الأصول، بينما يواصل الاقتصاد العالمي والنظام المالي اللذان يشهدان تكاملا متزايدا، فتح آفاق جديدة لاستخدام العقوبات.
وحذر ليو أيضا من عواقب الإفراط باستخدام العقوبات، معللا ذلك بما تنطوي عليه من مخاطر قائلا إن فرط استخدام العقوبات ربما يؤدي في النهاية إلى مغادرة النشاط التجاري للنظام المالي الأميركي، وأن تطبيق العقوبات الثانوية -الموجهة إلى الأشخاص الأجانب الذين يتعاملون تجاريا مع دولة مستهدفة أو كيان مستهدف- من شأنه تعزيز هذا التهديد.
وهذا لا يعني بالضرورة أن العقوبات غير فاعلة، لكن تبقى طرق استخدامها مهمة للغاية. فلذا، يجب على صانعي السياسات أن يضعوا في اعتبارهم ثلاثة عوامل على وجه الخصوص:
* يحظى فرض العقوبات بأكبر قدر من الاهتمام لكن التنفيذ أكثر أساسية: فالتنفيذ يحتاج إلى ما هو أكثر من موارد التطبيق. والأهم من ذلك هو الإرادة السياسية. وتمثل هذه قضية ملحة في واشنطن، إذ يبدو من غير الواضح حجم الجدية التي تنتهجها إدارة أوباما في فرض الإجراءات التي ما تزال سارية ضد إيران، مثل العقوبات الثانوية التي تستهدف الحرس الثوري الإسلامي.
* لأن الهدف من فرض العقوبات يكون طموحا بصورة متزايدة، فإن الخسائر التي تفرضها على الكيان المستهدف يجب أن تكون ملائمة في الحجم، ووفقا لذلك، يجب أن تكون الخسائر مهمة ليس فقط للدولة المستهدفة أو للكيان المستهدف بصورة عامة، بل أيضا لأولئك الأفراد الذين تسعى الحكومة الأميركية التأثير على قراراتهم.
* الأهم من ذلك، تعمل العقوبات بصورة أفضل إذا كانت جزءا من إستراتيجية أكبر وليس بديلا لها، وتتضح هذه النقطة بقوة في كل من سورية وأوكرانيا، إذ ربما كانت العقوبات وسيلة للقيام بشيء ما وأثبتت قيمتها في تحقيق ما فرضت من أجله، إلا أنها لم تلق الدعم من الاستغلال الفاعل لعناصر أخرى من قوة الولايات المتحدة لتحقيق أهداف سياسة أوباما. وتعمل العقوبات بصورة أفضل حين تدعمها استخبارات قوية ودبلوماسية نشطة، والتهديد باللجوء للقوة عند الضرورة أو استخدامها بالفعل.