عام 1995، تم إنشاء مدينة جديدة متكاملة في مصر، بمنحة من صندوق أبوظبي للتنمية، وأُطلق عليها مدينة الشيخ زايد، تحمل كثيرا من المنشآت التعليمية باسمه. أتخيل اليوم بعد مرور 20 عاما، لو كانت تحمل اسما آخر، هل سيعرف الجيل الجديد من الذي أنشأها؟!
عام 2007، تم إنشاء مشروع آخر في مدينة الزرقاء الأردنية، على نفقة بلادنا، هي مدينة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الزرقاء، والتي وصفها الملك عبدالله الثاني ملك الأردن حينذاك بأنها: أكبر مشروع إسكاني في تاريخ المملكة. السؤال ذاته الذي يتكرر: لو لم يتم توثيق الفعل باسم صاحبه، هل سيتذكر الجيل الحالي ذلك؟!
أي جسر في العالم سيحمل منافع متعددة، لكن العابرون مع مرور الزمن لن يتذكروا من الذي أمر بإنشاء هذا الجسر، وحوّله من فكرة تدور في الأذهان والأوراق إلى واقع يسيرون عليه على الأرض، لذلك كثير من العقلاء سعدوا بتسمية الجسر باسم جسر الملك سلمان. بهذه الطريقة نحفظ حقوقنا. اتركونا من المثاليات الزائفة. كثير من إسهامات بلادنا ضاعت مع الزمن.
أسئلة وصلتني من بعض القراء الكرام. السؤال الأول يقول صاحبه: وزارة النقل السعودية أقرت تنظيما يسمح للمواطنين بمزاولة نشاط الأجرة على سياراتهم الخاصة، بهدف فتح فرص عمل جديدة أمام السعوديين، لماذا لا ينضم هؤلاء تحت الشركات المتخصصة في النقل؟!
السؤال الثاني يقول: عندما لا يعلّق مدير تعليم الدراسة رغم المخاطر والتحذيرات، هل يقوم بجولة تفقدية للاطمئنان على سلامة الطلاب، أم يبقى على كرسيه؟! لماذا لا يعلقون عمل المشرفات أسوة بالمعلمات، أم أنهن كائنات برمائية؟
السؤال الثالث يقول: الرياض وعسير وجازان غرقت من سحب عابرة. ماذا لو أن ربع السيول التي أغرقت جدة سقطت على هذه المناطق؟!
الأخ القدير محمد اليامي -أبو وليد- أجريت له عملية قلب مفتوح في إحدى المدن الطبية الكبرى بالرياض، وفي الليلة التي سبقت العملية أخبروه أن نسبة نجاح العملية منخفضة، وقّعوه على ورقة يتعهد فيها بعدم الشكوى لو أصيب بأي عدوى فيروسية عند نقل الدم إليه. اليامي أجرى العملية، وتكللت بالنجاح، لكن هل بهذه الطريقة يتم تهيئة المرضى للعملية؟! انتهت المساحة.