أعلنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أمس أنها أوقفت جميع الأعمال القائمة في مبنى التلسيس التاريخي ـ حسب اللغة العثمانية ـ بالمدينة المنورة التي بدأت الأسبوع الماضي، تمهيداً لتسليمه لأحد رجال الأعمال بعد أن حصل على حكم قضائي بإخلاء المبنى واستلام المبنى الواقع بمساحة 9000 متر مربع.
وقال مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمدينة المنورة المهندس خالد الشهراني في رده على تساؤل الوطن عن الإجراء الذي ستتخذها الهيئة: إن المبنى أحد المواقع التراثية ويعود للحقبة العثمانية، وعليه خاطبت الهيئة الجهات المعنية بإيقاف الأعمال بالموقع حتى يتم تقييم الموقع من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتوثيقه والنظر فيما سيتم بالموقع التاريخي، وإلى ذلك الحين حصلت الهيئة على اعتماد وقف إجراءات تسليم الموقع وأي أعمال أخرى فيه.
وكانت الوطن قد انفردت في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي، بنشر تقرير مفصل عن أعمال الهدم في الموقع تحت عنوان إخلاء موقع تاريخي لمصلحة رجل أعمال في المدينة.
متابعة ميدانية
أوضح الشهراني: أنه تم تشكيل فريق عمل من فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمدينة، للوقوف على الموقع وعند انتهاء الفريق من المسح والتفتيش والمعاينة، اتضح عدم وجود أي إزالة للمبنى الأثري، وعدم وجود معدات في الوقت الحالي، وأن الإزالة اقتصرت على مبنى حديث لا يتبع للمبنى التاريخي.
وأضاف: أن الموقع تمت الاستفادة منه واستخدامه لسنوات كمقر للجنة التنسيق والمتابعة لأعمال الحج، التي تشرف عليها إمارة منطقة المدينة المنورة.
وأثبت الشهراني صحة ما ذكرته الوطن حول حصول رجل أعمال على ملكية المكان من خلال حكم شرعي. وقال: إن الهيئة استفسرت من إمارة منطقة المدينة المنورة، وهي الجهة المشرفة على موقع التلسيس التاريخي، حيث بين المسؤولون في إمارة المنطقة أن الموقع ملكية خاصة تعود لأحد رجال الأعمال، حصل على حكم شرعي من المحكمة بإخلائه، وتسليم الموقع له، وقامت الجهات المعنية بتنفيذ الحكم وبدء إجراءات تسليم الموقع.
عن الموقع
كانت الوطن رصدت بعض أعمال الإزالة ورفع بعض مباني الإدارات الحكومية العاملة في الحج، وإخلاء أكثر من 14 إدارة حكومية في الموقع التاريخي، تمهيداً لتسليمه لرجل أعمال تقدم للمحكمة وحصل على حكم قضائي بتسليمه الموقع.
وبحسب الباحث المختص في التاريخ العثماني فؤاد المغامسي، فإن الموقع التاريخي هو محطة الاتصالات السلكية واللاسلكية بعيدة المدى، قامت بتنفيذ مشروعه شركات ألمانية متطورة لمصلحة الدولة العثمانية، حيث تم العمل في المكان عام 1318/ 1900، وكانت في شمال المسجد النبوي بمسافة 1500م في بداية طريق العيون، وتم تشيد البناء بعمل سور ضخم حول أرض تصل مساحتها إلى ما يقارب 9000 م2، ثم تم تشييد عدد من المباني الحجرية بالنظام العثماني من الحجارة البازلتية السوداء، وأيضا تم بناء عدد من القلاع العسكرية الضخمة على أطراف سور القلعة لحماية المحطة. وأضاف المغامسي: يعتبر مبنى التلسيس أحد المشاريع المصاحبة لسكة حديد الحجاز ومحطة الاستسيون بالمدينة المنورة، وهي من أموال وتبرعات المسلمين في عهد السلطان عبدالحميد الثاني.