يتبقى من نهاية العام الميلادي الحالي 2010 بإيجابياته وسلبياته أكثر من 74880 ثانية من الزمن.

يتبقى من نهاية العام الميلادي الحالي 2010 بإيجابياته وسلبياته أكثر من 74880 ثانية من الزمن, في عام شهد كثيراً من الأحداث والمناسبات والانتصارات والانكسارات للرياضيين في كافة أرجاء المعمورة شملت أكثر من ربع مليار رياضي ورياضية.
محصلة هؤلاء تباينت بين النجاح والإخفاق, بين الفرح والإحباط, بين الكسب والخسارة, بين محصلة مرضية مفرحة ومحصلة سلبية لا جدوى منها ولا نفع.. لتبقى هذه التباينات العجيبة والمثيرة سرا من أسرار الرياضة وسمة من سماتها التي جعلت منها ثقافة وحضارة وترفيه في آن, لا غنى للإنسان عنها مهما كابر أو تمادى البعض في الإقصاء!!
في هذا العام سعدنا جميعاً بإنجاز الفارس السعودي عبدالله الشربتلي بحصوله على وصافة بطل كأس العالم للفروسية, في حدث فروسي تاريخي غير مسبوق كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
ـ أعزه الله ورعاه ـ في مقدمة من ثمنوه وقدروه ووقفوا عنده باعتزاز, ولم لا وهو رائد الفروسية السعودية وداعمها الأول منذ تأسس نادي الفروسية إلى الآن، ليكون هذا الخبر أسعد خبر هذا العام.
فيما كان أسعد منتخب كروي في العالم لهذا العام, هو المنتخب الإسباني الرهيب بإحرازه ولأول مرة كأس العالم بجنوب أفريقيا عن جدارة واستحقاق أجمع عليه كافة عشاق المجنونة دون استثناء في حالة إجماع نادرة الحدوث في نهائيات كأس العالم, ليكمل دائرة المكتسبات الفردية والجماعية للاعبي كرة القدم الإسبانية على مستوى المنتخبات السنية والفرق والنجوم!
أما أتعس حدث لامس مسامعنا وأبصارنا بشدة فكان متمثلاً في إخفاق المنتخب الجزائري على غير العادة في مشاركته المونديالية بجنوب أفريقيا بخروجه خالي الوفاض من دون نقطة أو حتى (هدف).. و زاد من هذه التعاسة كونه الممثل الوحيد للكرة العربية في هذا المحفل الكروي الكوني الكبير, لتتشوه صورة الكرة العربية مجدداً فتحتاج لجهد كبير من منتخباتنا في القادم من مونديال البرازيل 2014 وأولمبياد ريودي جانيرو 2016.
أما أسخف خبر رياضي تداولته الأوساط الكروية العربية، فكان خبر تصدر لاعبين عرب قائمة الاستفتاء الذي أجراه الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء عبر موقعه الرسمي لاختيار أكثر لاعبي العالم شهرة لهذا العام بين 75 دولة, وكأن نجوماً أمثال ميسي وكريستيانو وتشابي وتوتي وانييستا وبويول وكاسياس وتييري هنري وديفيد فيا وتوريس وروني وإيتو ودروجبا وفابريجاس وفورلان وغيرهم من النجوم ملء السمع والبصر في كل مكان في العشرية الأخيرة قد اختفوا بقدرة قادر من الوجود, وهذا الخبر على غرار خبر العام قبل الماضي عندما نصب موقع تصويت دولي آخر جماهير نادي النصر السعودي كأكبر شعبية جماهيرية بالعالم... فهل تريد مثل هذه المواقع أن نصدقهم أو نكترث باستفتاءاتهم بعد اليوم.. لكن صحيح (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)!!
لنأتي إلى أغرب نتيجة كروية حدثت في هذا العام بفوز فريق هولندي ـ درجة ناشئين ـ على منافسه بنتيجة عريضة جداً قوامها 39/صفر, سجل منها المهاجم برام سيدا لوحده 20 هدفاً دفعة واحدة.. يا إلهي ما هذه المباراة؟!!
نحن أحوج ما نكون إلى تحسين جاد وفاعل لصورة كرتنا العربية عامة والسعودية خاصة في العام المقبل من خلال نتائج ملموسة لا تأتي بالأماني والصخب الإعلامي, وإنما بالعمل المخلص والمقنن والاختيار السليم للكوادر الإدارية والفنية وقبلها العناصر من الرياضيين.. فهل نعي دروس وعثرات عام 2010 لنكسب أنفسنا وتقدير الآخرين لنا قارياً ودولياً؟!