فؤاد عبدالله الحمد

لا تؤجل الاستمتاع بأي فرصة للسعادة والمرح. فكثير من الناس يتصورون أن وضع أهداف في الحياة يعني ألا يستمتعوا بالحياة إلا بعد أن ينتهوا من تحقيق شيء عظيم في حياتهم!
مثلا، بعضهم يقول: عندما أحصل على الوظيفة الفلانية سأكون أسعد الناس! والبعض يقول: عندما أحصل على المال الفلاني سأكون مرتاح البال!.. في الواقع -وهذه قد تكون صدمة لبعض الناس !!- إذا لم تستشعر (الآن) السعادة والحبور والابتهاج ولو تصنعا! فإنك لن تساعد نفسك لأن تبذل السبب لبلوغ الهدف! المشاعر الجميلة هي ما تقود إلى الفعل، وبالتالي الحصول على الشيء المرجو... عقلك لا يميز بين الواقع والخيال! جرب الآن بألا تفكر في سيارة حمراء؟ أو جرب بألا تفكر في قلم أسود!؟، أجزم بأنك فكرت في سيارة حمراء تعرفها وإن لم تعرفها عقلك صنعها في خيالك..
علينا أن ندرك أن هناك اختلافا بين الإنجاز حتى تكون سعيدا، وبين أن تُنجز بينما أنت سعيد!. بمعنى أن الإنجاز (النجاح الحقيقي) ليس في الوصول للشيء المراد إنجازه بالضرورة، بل إن الطريق للإنجاز والسعي له بجدٍّ وتفانٍ وتوكل تام على الله تعالى؛ هو النجاح الحقيقي، وبغض النظر عن النتيجة فقد بذلت الأسباب وبقي مسبب الأسباب (الله) -سبحانه وتعالى- وهنا تتحقق (متعة النجاح).
نصيحتي لك، ناضل حتى تعيش كل يوم في حياتك إلى منتهاه، واعتصر ما تستطيع من رحيق السعادة من كل لحظة تمر بك. وبدلا من أن تقيس قيمة حياتك بمدى تقدمك في تحقيق هدف واحد تذكر أن الوجهة التي تتجه إليها أهم من النتائج المؤقتة.