الإنسان عندما ينغمس في النعم ويتقلب في الملذات والطَّيِّبَات فإنه قد ينسى أحياناً ذلك الفضل، أو قد لا يشعر به أو أنه بات يظن أن هذه النعم دائمة ولن تزول أبداً، وبالتالي فهو يتهاون في شكر تلك النعم بحفظها وشكر المنعم عز وجل عليها، ولعل من أهم وأكبر النعم نعمة الأمن والأمان التي نعيشها في بلدنا ولله الحمد، فيسافر الرجل بأسرته آلاف الكيلومترات دون خوف أو وجل، وينام في بيته في أمن وأمان، وقد يسافر بالأشهر وأسرته وحدهم في البيت فلا يخاف عليهم، وهذه من أجل النعم التي لا يشعر بقدرها البعض لأنه منغمس فيها.
كذلك من النعم التي يجب أن نذكرها فنشكرها ونحمد الله عليها ونفخر بها في وطننا العظيم وجود الحرمين الشريفين ومرقد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام والكثير من مراقد الأنبياء والصحابة والصالحين، كذلك مما يجب شكر الله عليه نعمة المأكل والمشرب والملبس، فالجميع ولله الحمد في وطننا الحبيب في خير عظيم يأكلون ويشربون ما لذ وطاب من النعم في وقت لا يجد البعض في بعض البلدان كسرة الخبز، ويتعلمون أحسن تعليم ويتطببون في أفضل المستشفيات، فاللهم لك الحمد على نعمك الكثيرة، ولنا أن نفخر بوطننا العظيم وإنجازاته الفريدة على كل الأصعدة والمجالات.
ولعل موسم الحج أحد تلك المفاخر التي يجب أن يفخر بها كل سعودي بل وكل مسلم، حيث يتواجد ما يفوق الثلاثة ملايين إنسان في مكان واحد وزمان واحد وتجد ذلك الإبداع في التنظيم والنجاح الرائع في الإنجاز وهذا ما لا تجده في أي مكان في العالم، وهناك الكثير من المشاريع العملاقة المنجزة وهناك ما هو تحت التنفيذ، فلنحمد الله على هذه النعم ولنفخر بها وبالكثير من إنجازات وطننا العظيم، بل ويجب أن نُظهر ذلك بكل فخر للعالم كله ونعّلم ونربي أبناءنا على الفخر بهذا الوطن الطاهر المبارك وعلى شكر تلك النعم وكيفية المحافظة عليها حتى تبقى ولا تزول بإذن الله، حفظ الله وطننا وقيادتنا وكل محب لهذا البلد الطاهر الكريم.