في ظل غياب أي معلومات تفصيلية ما زال الغموض سيد الموقف حول الآليات التي ستلجأ إليها الحكومة التركية لتنفيذ قرارها بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي على الأرض في الداخل السوري إلا أن الملاحظ أن العمليات التركية اقتصرت على الغارات الجوية حتى اللحظة.
وعلى الرغم من إعلان رئيس الأركان التركي خلوصي أكار أن أكثر من 1300 من عناصر (داعش) قتلوا في العمليات المتواصلة التي يقوم بها الجيش التركي ضد التنظيم في سورية والعراق، وأن الجيش التركي تمكن من تدمير عدد كبير من مواقع التنظيم ومخازن الأسلحة ومنصات الصواريخ وعربات متنقلة ومبان تابعة للتنظيم، والتشديد على أن بلاده تواصل بعزيمة قوية حربها على الإرهاب وخاصة تنظيم (داعش). يبدو أن تنظيم داعش سيحافظ على وجوده في المدن التي يسيطر عليها في الشريط الحدودي مع اقتصار عمله على اتخاذ الاحتياطات والتحصينات التي من شأنها تقليل خسائره بسبب الغارات.
حتمية التدخل
وطبقا للمراقبين السياسيين الأتراك فإن التجربة تشير إلى أن طائرات التحالف الدولي لم تنجح في إخراج داعش من أي مدينة أو منطقة يسيطر عليها ما لم تساعدها قوات برية على الأرض مشددين على أن العملية البرية هي الطريقة الأنجع للتخلص من هذا التنظيم. وأشاروا إلى أن العمليات الجوية غير كافية للتخلص من هذا التنظيم الإرهابي ما لم يرافقها عمل بري على الأرض. لكن شريحة كبيرة من الخبراء العسكريين الأتراك يستبعدون العملية البرية في الوقت الراهن لأن نزول قوات الجيش التركي على الأرض يعني أن مواجهة برية ستحدث بين الطرفين وسيسقط جراءها قتلى من الطرفين، وبغض النظر عن إمكانية تحمل أنقرة لمثل هذه المغامرة فإن الهدف سيكون طرد إرهابيي داعش من المدن التي يتواجد فيها، وأهمها جرابلس ومنبج والباب، مشيرين إلى أن مثل هذا السيناريو سيشرع الأبواب أمام احتمالات في غاية الخطورة. فمن جهة سيكون الجنود الأتراك في حال وصولهم إلى مدينة الباب على مسافة قريبة من الجيش السوري في محيط مدينة حلب حيث لا تبعد مدينة الباب عن حلب سوى 35 كيلومترا. يشار إلى أن تركيا دخلت صيف العام الماضي على خط الصراع العسكري الدائر في سورية بعد تريث طويل دام أربع سنوات إثر التفجير الانتحاري الدموي الذي قام به تنظيم داعش واستهدف مدينة سوروج التابعة لولاية شانلي أورفه (20/ يوليو 2015) وراح ضحيته 32 مواطنا تركيا، الأمر الذي دفع أنقرة للتحرك ضد هذا التنظيم الإرهابي الذي استهدف العمق التركي.