يشبّه بعض الناس ترك بعض المشاكل دون حل بـكرة الثلج التي تتدحرج من رأس الجبل، دون أن يعترضها أحد، فتكبر شيئا فشيئا، يصعب مواجهتها وخلخلتها، فيدعها الناس تتدحرج!
من المشاكل العالقة في بلادنا، مشكلة التجنيس التي صدرت توجيهات -وفقا لعكاظ- ألزمت بسرعة إنهاء طلبات التجنيس.
هذه القضية العالقة في مكاتب وأدراج وكالة الأحوال المدنية، أصبحت تتضخم يوما وراء يوم، وضررها بات يمتد ليشمل أشخاصا لا ذنب لهم مطلقا في أخطاء ارتكبها غيرهم، بدافع الجهل أو اللامبالاة.
كتبت صيف 2014 تحت عنوان هل انتهت رسالة أحمد؟!، مقالا يتناول معاناة الشباب الذين ولدوا على هذه الأرض، وكبروا، ووجدوا أنفسهم دون هويات أو إثباتات. الشاب اسمه أحمد تخرج في إحدى جامعاتنا عام 1434 بمعدل 4.47 وكان الثالث على الدفعة مع مرتبة الشرف. حمل شهادته، وطموحاته، وآماله، وذهب يطرق أبواب المستقبل؛ ليفاجأ أن الجميع يعتذر عن استقباله وقبوله؛ بحجة عدم حمله الجنسية!
دون مبالغة، لا تنقطع هذه القصص والحكايات المليئة بالمعاناة، آخر ما وصلني قصة شاب آخر جاوز الثلاثين من عمره، اسمه عيد، لديه المعاناة ذاتها. إذ غادر والده إلى الكويت، وحينما عاد لم يتمكن من الحصول على الجنسية، ودخل في دهاليز الأحوال المدنية منذ ربع قرن.
يقول: اضمحلّت الأحلام، وتضاعفت الآلام، ولم تعد الحياة بتلك السهولة. عانيت وإخوتي وما زلنا نعاني كثيرا وكثيرا. تتشابه أيام محنتنا ومعاناتنا. نحاول معايشة الظروف لكنها شديدة القسوة. لا نكاد نهنأ بعيش. الماضي بآلامه ينقل شدّته إلى المستقبل المجهول، حيث تتحطم اللحظات السعيدة، وتُقتل الأمنيات تحت وطأة الحاضر المُثقل بالهموم!
لدي كثير من هذه القصص المؤلمة. هؤلاء الشباب لا يعرفون وطنا غير هذا الوطن، ولا أرضا غير هذه الأرض، ومع ذلك يعيشون على هامش الحياة. فلماذا لا يتم حسم القضية طالما هناك توجيهات بسرعة إنهائها؟!
مرة ثانية وثالثة، النظام الذي بين أيدينا ليس قرآنا منزلا حتى لا تتم مراجعته أو التعديل عليه. هذه قوانين وضعية قابلة للتعديل والتطوير والحذف والإضافة؛ بما يتماشى ومصلحة الوطن ومستقبله وثرواته الطبيعية والبشرية وغيرها.