صنعاء: محمد عبدالعظيم

مرة أخرى، تدخلت الحكومة الكويتية، لإنقاذ مفاوضات السلام الرامية لإنهاء أزمة اليمن من الانهيار التام، بسبب التعنت الذي تمارسه جماعة الحوثيين الانقلابية، وأشارت مصادر قريبة من المفاوضات إلى أن وزير خارجية الكويت صباح الخالد الصباح، التقى المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والوفد الحكومي، وبحث معهم سبل منع انهيار المشاورات.
وكانت جهود مماثلة قادها سفراء الدول الـ18 التي ترعى العملية السياسية في اليمن، وذلك بعد أن تسبب التعنت الحوثي في فشل عقد اجتماعات اللجان الفرعية المكلفة مناقشة الملفات الأمنية والعسكرية والسياسية والمعتقلين، بعد أن تخلف ممثلو الوفد الانقلابي، ورفضوا حضور الاجتماعات التي دعا إليها المبعوث الأممي، وكان مقررا عقدها في الخامسة مساء بتوقيت الكويت.
وأشارت المصادر إلى أن السفراء استمعوا إلى شرح مفصل لوجهة نظر الحكومة فيما يتعلق بسير المفاوضات، واتفقوا على ضرورة ممارسة ضغوط على وفد الانقلابيين، للالتزام بتنفيذ تعهداتهم، وانتقال المفاوضات إلى مرحلة أخرى.

 


تفشي الخلافات
أشار مصدر داخل الوفد الحكومي الموجود في الكويت، إلى أن مشاورات السلام ما تزال تواجه تعنتا من وفد الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع، بعد أن أعلن رفضه تفعيل عمل اللجان، ومناقشة الإطار العام للمشاورات، الأمر الذي فاجأ المبعوث الأممي الذي أبدى ضيقه وتبرمه، مشيرا إلى أنه تم تجاوز تلك الأمور خلال تقدم المشاورات، وأن موقف المتمردين الجديد يعني أن كل ما تمت مناقشته ذهب أدراج الرياح.
وأضاف المصدر، أن خلافات حادة سادت أجواء الجلسة الصباحية أمس، لا سيما بعد رفض الوفد الانقلابي الوفاء بالتزاماته، ونكص عما تم الاتفاق عليه في الأيام الماضية من تفعيل لعمل اللجان العسكرية والأمنية والمعتقلين. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، في تصريحات إلى الوطن إن المشاورات بين الأطراف اليمنية أصبحت أقرب إلى الفشل من أن تحقق النجاح، بسبب مماطلات وفد الحوثي وصالح.

 


تراجع ونكوص
وجه وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، عز الدين الأصبحي، انتقادات لاذعة إلى الوفد الانقلابي، واتهمه بعدم الجدية، والرغبة في إطالة أمد الأزمة، عبر مماطلته وتسويفه، وتعمده النكوص عن كل ما تم الاتفاق عليه خلال الجلسات الماضية.
وكشف عن وجود جهود دولية تبذل لإنجاح المشاورات، إلا أن هذه الجهود تصطدم بتعنت المتمردين، ومطالبتهم المستمرة بتعديل بنود التفاوض، رغم أن هذا الأمر تم حسمه أكثر من مرة، ووقع وفد الميليشيات أوراقا تفيد بموافقته على البرنامج الذي وضعه الوسطاء الدوليون.