الخيار الجراحي يعد حلاً أخيراً

الدوار عموماً هو عبارة عن شعور بحركة دورانية داخل الرأس، مع خفة الرأس واحتمالية السقوط، وفقدان الإحساس بالتوازن والثبات.

عن الفرق بين الدوار والإغماء، يقول الدكتور نجيب عبد الله العاني استشاري مشارك جراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة بمستشفى المركز الطبي الدولي بجدة إن الإغماء هو الشعور بفقدان القوة والوعي، أما الدوار فهو الشعور بالتأرجح أو الشعور الدال على الحركة الدورانية للغرفة حول المصاب. أما عدم التوازن، فهو الشعور بالميلان نحو أحد الجانبين مع قابلية السقوط.
أما عن مسببات الدوار، فيوضح د. نجيب العاني أن له أسباباً محددة، مبيناً أن اضطرابات القوقعة وهي المنطقة الموجودة في الأذن الداخلية والمسؤولة عن تحسس تغير وضعية الرأس، أو تلك الاضطرابات الحاصلة في الوارد العصبي لها أو الاضطرابات الحاصلة في المناطق الدماغية المسؤولة عن تفسير هذه المعلومات، جميعها تؤدي إلى إحساس بالدوران والتأرجح، كما أن الصداع وخاصة الشقيقة هو سبب آخر للدوار، أما اضطرابات الأذن الداخلية، فتعتبر هي المسؤولة عن النسبة الأكبر من أسباب الدوار.
وتعرض د. نجيب العاني لـ (داء منيير)، مبيناً أن هذا المرض يتعلق بالسوائل المسؤولة عن التوازن في الجسم، وتشمل أعراضه نوبة من الطنين (أصوات داخل الأذن)، انسداد الأذن، نقص سمع، هجمات حادة من الدوار مترافقة مع غثيان وقيء، وتعالج هذه الحالة بتغيير الحمية والأدوية، ولا ينصح بالعلاج الجراحي إلا في حال فشل الأدوية.
أما دوار الوضعة السليم، فأوضح أنه حالة تحدث بسبب الأذية الحاصلة للوحدات الحسية في قسم التوازن في الأذن الداخلية، وأعراضه تشمل إحساساً بالتأرجح أو خفة الرأس يحدث بتغيير وضعية الجسم ويعالح عادةً بالأدوية وبتطبيق المريض لتقنيات الحفاظ على التوازن.
يمكن علاج خفة الرأس والإغماء وفقاً للدكتور العاني بعلاج أسبابهما، فمثلاً إذا سبب الإسهال والقيء التجفاف للمريض، فعندها يكفي علاجهما عند هذا المريض، كما يكفي علاج الآفات القلبية وفقر الدم لإراحة المرضى المصابين بالدوخة.
وبالنسبة للدوار يعتبر العلاج الدوائي كافياً لإراحة الأعراض مثل ميكلزين، سكوبولامين، والفاليوم، وخاصة عند إصابة الحلزون، ولكن عندما تكون الإصابة متوضعة في الدماغ أو في العصب الواصل إلى الحلزون، عندها تستخدم أدوية مختلفة.
متى يجب أن أراجع الطبيب؟ يجيب د. العاني بأنه إذا كان الدوار مستمراً أو شديداً يجب استشارة الطبيب، وعندما يكون السبب واضحاً (التهاب أو تجفاف) والأعراض بسيطة ويمكن علاجها بالأدوية المتوفرة في المنزل، فعندها يمكن الاعتماد على العلاج الشخصي. أما عندما يمنعك الدوار من القيام بمهامك الاعتيادية، فعندها يجب عليك أن ترى الطبيب بأقصى سرعة ممكنة. وعندما يصاحب الدوار غياب عن الوعي، ألم صدري أو قصور تنفسي، فعندها يجب التوجه إلى غرفة الطوارئ بأقصى سرعة ممكنة.