مؤسف أن هناك من يتجاهل المواقف الجميلة والمثالية لاعتبارات كثيرة، أهمها أنها لا تندرج تحت إطار الإثارة والأكشن، وليست لها علاقة بعالم الفضائح!
لا أحتاج إلى البرهان حينما أقول إن أخبار وصور الفضائح لم تعد تزيد من المبيعات وتسهم في الانتشار في أوروبا وأميركا فحسب، إذ برز لدينا من يتناقل -بسعادة غامضة- أخبار الفضائح ومقاطع المضاربات، وصور انكشاف العورات والسقطات.
الناس أدمنت الإثارة والأكشن بشكل مَرَضي. وصل الأمر لدى كثيرين إلى درجة الهوس. وصلنا إلى هذه المرحلة: كل ما عليك هو أن تضع كلمة فضيحة فوق أي تغريدة، أو مقطع تود إرساله، واستمتع بالنتيجة المذهلة!
بعض السعوديين في داخله ويكيليكس صغير يعشق الفضائح، ويشعر بسعادة غامرة عند نشرها!
نعم، مرة ومرتين، من حقك انتقاد ظاهرة معينة، أو سلوك معين، لكن دون أن تخصص أحدا بعينه. الانتقاد ظاهرة صحية تقضي على كثير من الممارسات الخاطئة، لكن أن تلاحق الناس وتقتحم حياتهم، وتنشر الصور -حتى وإن كانت صورة في مطعم- فهذا هو السلوك المشين، المرفوض أخلاقا وقانونا أيضا!
وسط هذه العاصفة، تضيع كثير من المواقف والصور الجميلة، والأقوال والمقولات. فلم تعد الأخبار الرائعة والمذهلة تثير فضول أحد. ولا تُنصب الكاميرات، وتمد الميكروفونات، وتشعل الفلاشات أمام فاعلها!
أمس القريب، قرأت خبرا يقول إن المواطن حمود شطي الشمري قام بإعفاء أسرة وأطفال جاره من دفع إيجار الشقة التي يسكنونها مدى الحياة. سلوك إنساني عظيم. لم يتحول الأمر إلى هاشتاق، ولم يصل إلى مركز ترند، فقط لأنه -كما أشرت قبل قليل- خبر جميل وليس خبر فضائح!
خلاصة الأمر، على أي حال: لا بد من توسيع مساحات الجمال بنشر مثل هذه الأخبار الرائعة. على الجميع مسؤولية أخلاقية. مؤسسات وأفرادا.