العواصم: محمد أبو القاسم، الوكالات

فيما عقد مجلس الأمن في ساعة متأخرة من مساء أمس، جلسة طارئة لبحث الأوضاع في حلب، محملا نظام الأسد مسؤولية تدمير المدينة، أعلنت واشنطن، أمس، اتفاقها مع موسكو على توسيع نطاق اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، ليشمل محافظة حلب، مشيرة إلى أن البلدين سينسقان لتعزيز سبل مراقبة الترتيبات الجديدة. وأكدت الخارجية الأميركية في بيان، أنه من المهم أن تضاعف روسيا جهودها للضغط على نظام الأسد للالتزام بالترتيبات الجديدة، بينما ستقوم الولايات المتحدة بدورها مع فصائل المعارضة السورية. وأضاف البيان الهدف لا يزال هو التوصل لاتفاق واحد، لوقف الأعمال القتالية يغطي سورية كلها، وليس سلسلة من اتفاقات الهدنة المحلية. وكانت قوات الأسد أعلنت من جانبها أن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ صباح اليوم وتستمر 48 ساعة.  وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد استبق اجتماع مجلس الأمن الدولي أمس، بالقول اتفاق وقف إطلاق النار مهدد بالانهيار إذا لم يلتزم الأسد بوقف التصعيد في حلب، مهددا إياه بعواقب وخيمة في حال لم يلتزم بالاتفاق.  ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن كيري قال إن إحدى هذه العواقب قد تكون التدمير الكامل لوقف إطلاق النار، ومن ثم العودة إلى الحرب، فضلا عن عواقب أخرى تجري مناقشتها. وجاء ذلك التهديد في تصريحات للصحفيين في مقر الوزارة، بعد اجتماعه في جنيف مع مبعوث الأمم المتحدة لسورية، ستيفان دي ميستورا، ووزير الخارجية السعودي، عادل الجبير.

تحذيرات أممية
وسط هذه الأجواء، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن محادثات جرت في برلين بين دي ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، ووزيري الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت والألماني فرانك فالتر شتاينماير، لبحث استمرار مفاوضات جنيف وتهدئة الوضع.  وحذر دي مستورا، من فرار نحو 400 ألف شخص إلى تركيا هربا من المعارك الدائرة بحلب، في حال عدم توصل الأسرة الدولية إلى إعلان الهدنة في المدينة، فيما قال حجاب نحتاج وقفا عاما لإطلاق النار في أنحاء سورية وليس بمناطق معينة.

محادثات سعودية تركية
بحث وزير الخارجية عادل الجبير مع نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، آخر التطورات الإقليمية الراهنة، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما أمس. وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن الجانبين تناولا آخر المستجدات، والتطورات الإقليمية الراهنة، في مقدمتها الأزمة السورية، وما تشهده بعض مدنها من هجمات. وأشارت المصادر إلى أن الوزيرين بحثا أيضا الجدول الزمني للاجتماعات المقبلة المعنية بتناول سبل تسوية الأزمة السورية.

22 غارة
تجددت الغارات والاشتباكات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق بعد منتصف ليل أول من أمس، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبحسب المرصد، فإن 22 غارة جوية على الأقل نفذتها طائرات حربية تابعة للنظام. وأشار المرصد إلى استمرار المعارك العنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة على أطراف مدينة حلب في شمال سورية، مؤكدا أن هذه المعارك هي الأعنف في حلب منذ أكثر من سنة. إلى ذلك، أكد مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيجلاند أمس أن نظام الأسد يرفض مناشدات الأمم المتحدة توصيل مساعدات إلى 905 آلاف شخص بما في ذلك في حلب.