تونس: يامنة قابسي

أجبر الوضع الأمني المنفلت في ليبيا، الطواقم الطبية الأجنبية، على مغادرة البلاد، خوفا من اعتداءات مثل الخطف والاستهداف وعدم تسوية أوضاع الأطباء المادية بسبب غياب السيولة، وهو ما ينبئ بكارثة صحية وإنسانية، بالنظر إلى ما تمر به ليبيا من مسار سياسي متعثر يعقد آماله على حكومة الوفاق الوطني.
ولوّح أطباء أجانب بمستشفى الجلاء للجراحة والحوادث، بترك العمل إذا ما حلّت إشكالية تحويل أموالهم إلى أهاليهم خارج ليبيا.
وفي هذا السياق، أوضحت مسؤولة مكتب الإعلام بمستشفى الجلاء للجراحة والحوادث، فادية البرغثي، في تصريحات صحفية، أن أطقم التمريض الأجنبي تغطي أماكن دقيقة بالمستشفى، وأهمها العناية المركزة والعمليات، مشيرة إلى أنه لم يتم تحويل أية أموال لهم منذ مارس العام الماضي، مشيرة إلى أن مغادرتهم تهدد بتدهور حالة المرضى وتسجيل كارثة إنسانية.

استقالات جماعية
قدم أكثر من 160 ممرضًا أجنبيًّا استقالاتهم خلال الفترة الماضية، بسبب الخروقات الأمنية التي تحدث من فترة إلى أخرى، مما أدى إلى عجز في تقديم الخدمات الصحية بشكل أفضل.
على الصعيد ذاته، أفادت مصادر إعلامية أن مستشفى زليتن التعليمي شهد الأربعاء الماضي، اعتداءا على الطاقم الطبي السوداني بقسم الإسعاف من قبل عناصر خارجة عن القانون.
من جهته، أكد وزير الصحة، رضا العوكلي، أن 60 -70 % على الأقل من المستشفيات الليبية، أُغلقت أو أصبحت خارج نطاق الخدمة تماما، وأن أكثر من 80% من موظفي أقسام العناية المركزة وغرف الطوارئ والعمليات، تركوا المستشفيات.
 

جهود دولية
سعت خمس من الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لصياغة مشروع قرار يدعو لوقف الهجمات على المستشفيات في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.
وتعمل كل من مصر وإسبانيا ونيوزيلندا والأوروغواي واليابان تقوم بصياغة مشروع قرار يجدد التأكيد على أن هذه الهجمات تنتهك القانون الدولي وأن مرتكبيها يجب أن يحاسبوا، وشددت على ضرورة حماية الطواقم الطبية. في سياق متصل، أكد ممثل منظمة الصحة العالمية لدى ليبيا، سيد جعفر، في وقت سابق، أن المستقبل الصحي مجهول في ظل مغادرة الكوادر الطبية، لافتا إلى تدهور متسارع بسبب عمليات النزوح واسعة النطاق، وإغلاق المرافق الصحية في مناطق النزاع.