الرياض: عبدالله السليمي

أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أن الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - لم يكن وزير خارجية وحسب بل أحد بناة الوطن، مشيرا إلى أن الأمير الراحل ليس لديه طموح شخصي بل طموحه متداخل مع الوطن ورفعته، وكان معتزا بثقافة بلاده وتراثها مع انفتاحه على الثقافات والحضارات الأخرى، ولم تكن لديه عداوات ولا أحقاد مع أحد فمصلحة بلاده هي محور مشاعره وتحركاته.

داعم للتراث
قال الأمير سلطان في كلمته التي ألقاها أمس في الجلسة التي رأسها بعنوان سعود الفيصل ومسيرة التنمية ضمن جلسات مؤتمر سعود الأوطان، الذي ينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض: الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - رحل بجسده ولم ترحل مدرسته، وهو رجل المرحلة وكل مرحلة وتناول دعم الأمير سعود الفيصل لقطاع السياحة والتراث الوطني من خلال مشاركته في عضوية مجلس إدارة الهيئة منذ الجلسة الأولى بتاريخ 23 /3/ 1421 (25 /6/ 2000)، إلى الجلسة رقم (17) بتاريخ 17 /9/ 1428 (29/ 9/ 2007)، ودعمه الدائم لكل الأنشطة والبرامج وقال كنا في الهيئة نستشيره في مراحل إعداد الإستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية التي أعدتها الهيئة وأقرتها الدولة في العام 1425.
وأضاف: أقولها شهادة حق للتاريخ أن الأمير سعود لم يكن يوما من الأيام يعمل أو يتكلم وهو يريد أن يظهر نفسه أو يبرز نفسه في مكان غير المكان الذي كان مكلف به من خادم الحرمين الشريفين كخادم للدولة والمواطنين والوطن.

القضايا الاقتصادية
تحدث وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي في الجلسة الأولى قائلا: الأمير سعود الفيصل، يعطي أهمية كبيرة للقضايا الاقتصادية والبترولية، ويدرس تفاصيلها، ويناقشها بدقة الخبير، مع إعطاء أهمية كبيرة لمصالح المواطن السعودي، والتنمية الداخلية، وبعد ذلك العلاقات الاقتصادية الخارجية، وارتباطها بالجوانب السياسية.
أما الدكتور عبدالعزيز أبو زنادة فقد وصف الأمير سعود الفيصل بالمستنير، كثير الذكاء، وكان يعرف بهدوئه المميز ودبلوماسيته الآسرة، مبيناً أنه تبنى مشروع إنماء طائر الحبارى المهدد بالانقراض.

الصبر والحكمة
ناقشت الجلسة الثانية الرؤية الاقتصادية لدى الأمير سعود الفيصل، وذلك برئاسة نائب وزير البترول والثروة المعدنية الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي قال تعلمت من الأمير سعود الفيصل الصبر والحكمة والتأني والدقة في العمل وإنجاز المهام الموكلة لشخصي، فلم أستغني يوماً عن توجيهاته ورؤيته الاقتصادية. من جانبه، أكد وزير المالية الأسبق محمد أبا الخيل أن الأمير سعود الفيصل ساهم في أهم فترات التنمية في المستوى المحلي والخليجي والعربي في حقبة السبعينات حتى وقتنا الحالي، وكان يحرص على توثيق العلاقات القوية في التنمية العربية الاقتصادية نتيجة رغبة وجهود منه لتطوير الاتفاقية العربية التي توفر أسس رفع مستوى المعيشة في كافة الدول. أما وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف فقال: يعد رجل السلام الأول لما يتمتع به من ثقافة وحس أمني ووطني من طراز نادر، ويحمل أفكارا نيرة ويمتلك بعدا اقتصاديا مثل السياسي تماماً، بالمختصر لن يتكرر هذا الرجل العصامي.

دعم لبنان
استعرضت إحدى جلسات أمس جهود المملكة في إحلال السلام في لبنان خلال الحرب الأهلية، والدور المحوري والجهود الدبلوماسية للأمير سعود الفيصل، وأدار الجلسة وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني، وتحدث فيها رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق أمين الجميل، ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة الأسبق الفريق ركن متقاعد الدكتور محمد عيد العتيبي. وقال أمين الجميل: إن الأمير سعود الفيصل كان يدرك هول الأحداث التي تعصف بلبنان والحرب الأهلية. وأكد أن الأمير الفيصل كان حاضراً، وبصماته راسخة في كل الجهود الدبلوماسية لإخراج إسرائيل والجيش السوري من لبنان، وكان مشهوداً له موقفه العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي للبنان، انطلاقاً من موقف المملكة. من جهته أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة أن الأمير سعود الفيصل، ساهم في إعادة الأعمار السياسي والعمراني إلى لبنان بعد العدوان الإسرائيلي في عام 2006م، مشيراً إلى أن الجهود السعودية والدور المحوري للأمير سعود الفيصل ساهما في إعادة ترميم وإعمار أكثر من 250 قرية.

تحرير الكويت
تحدث في الجلسة السادسة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبدالطيف الزياني: إن الكويتيين لن ينسوا ما ذكره وردده الأمير سعود الفيصل منذ الأيام الأولى للغزو عندما أكد لن يغمض لنا جفن حتى تعود الكويت لأصحابها وأن الكويت ستتحرر رغم أنف الغزاة الحاقدين. وأوضح إن الأمير الفيصل -رحمه الله- كان من بين الدعاة الكبار للتلاحم الخليجي على اعتبار أنه يمثل رافدا أساسيا للعمل العربي المشترك مشيرا إلى أنه كان من دعاة تطوير الإمكانات الدفاعية الخليجية.
كما عدد المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالرحمن السعيد أدوار الفقيد في حل الأزمة الكويتية ودوره في توحيد الصف العربي والخليجي واستقطاب الدعم الدولي لأن قرار غزو العراق للكويت كان منافياً لمواثيق الجامعة العربية ومنافيا لمواثيق الأمم المتحدة. وتطرق السفير السعودي الدكتور عبد العزيز الفائز إلى الذكرى الطيبة والمواقف النبيلة التي ستظل خالدة في وجدان كل كويتي وكل خليجي والأدوار التاريخية للأمير الفيصل والتي ستظل مصدر فخر لكل سعودي .

ترسيخ الأمن الإقليمي
في جلسة بعنوان جهود المملكة في ترسيخ الأمن الإقليمي أدارها الدكتور أنور قرقاش، تحدث رئيس وزراء الأردن السابق طاهر المصري عن دور الراحل في دعم  الملف الفلسطيني وحث الفيصل الدول العربية ومنها فلسطين على أهمية القضاء على الصراع الطائفي من أجل تسيير المكتسبات لصالحنا كدول عربية. وقال: لذا كانت السعودية قيادية في حل مشاكل العرب والمنطقة بفضل جهود الفيصل وحنكته.
المفكر الدكتور رضوان السيد من جانبه أكد أنه كان للفيصل مبادرات سياسية عالمية مؤثرة وملموسة استطاع من خلالها الضغط على دول عظمى لمناصرة القضية الفلسطينية، كذلك تحدث عن جهوده في الوصول إلى حل سلمي في سورية والعراق والحفاظ على إستراتيجية دعم مصر ليبقى الأمن العربي قوياً ومتماسكا.
 أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور صالح المانع فأكد أن سعود الفيصل قد لعب دورا بارزا مع الأمم المتحدة في إخماد حروب أهلية ومخاطر تهدد دول الجوار منها الكويت، وقد نجح في تشكيل تحالف مكون من 82 دولة ردعت سياسة صدام حسين.

مخطط ومطور
أشار مساعد وزير الخارجية السفير الأمير خالد بن سعود بن خالد، خلال كلمته إلى فلسفة الأمير الراحل في التخطيط والتطوير، حيث حرص على أهمية تنظيم الأمور وترتيبها سواء في التعاملات الرسمية أو حتى فيما يتعلق بحياته الشخصية وإصراره على الارتقاء بالأداء المؤسسي للوزارة.

تمكين المرأة
أكد مدير الإدارة العامة للموارد البشرية بوزارة الخارجية السفير سلطان السلطان في الجلسة السابعة أن الهدف الإستراتيجي الذي حرص الأمير سعود الفيصل على تحقيقه هو أن تشغل المرأة ثلث وظائف الوزارة، مبيناً أن عدد الموظفات السعوديات بين عامي 2009 -2015م ارتفع بمعدل 400%.
من جهتها بينت السكرتير الثاني في إدارة الشؤون الإعلامية بوزارة الخارجية منال العتيبي أن الأمير سعود الفيصل كان داعماً رئيسياً للكوادر النسائية العاملة بالوزارة. واستعرضت العديد من المواقف التي تثبت دعمه للموظفات بالوزارة. فيما أكدت نائب عميدة جامعة الأميرة نورة للشؤون الصحية الدكتورة سمر السقاف أن أروقة الملحقيات الثقافية والعسكرية والدبلوماسية خلال السنوات الماضية لم تخلُ من المرأة السعودية، مبيناً أنها تعطي أدواراً ريادية وحققت النجاحات والإنجازات. أما الدكتورة ثريا عبيد عضو مجلس الشورى فاستعرضت تجربتها كأول سعودية تنضم لبعثة تعليمية عام 1382هـ، ومراحل تدرجها في المجالس الدولية مؤكدة أن سياسة الدولة الحرص على استقلالية الموظف الدولي للقيام بدوره على أكمل وجه.