كان وما زال للمرأة حضور لافت في الجماعات المتطرفة، بل بعضهن لعبن دورا مهما في بعض العمليات الإرهابية المنفذة، وفي استمالة أعضاء وعضوات جدد للتنظيمات حتى وصل الأمر إلى تهريب العناصر الجديدة إلى البلدان أو الأماكن التي تتمركز فيها هذا الجماعات.
وطرق النساء أو نهجهن في اعتناق الفكر المتطرف لا يختلف عن الرجال، فالبداية كانت بالالتزام الديني المتشدد ثم تبني الدعوة والوعظ في مجالس النساء وتجمعاتهن لتقوى سطوتهن بالأمر والنهي والنصح بالغلظة والترهيب، واستطعن خلال فترة وجيزة من تبني هذا النهج السيطرة على عقول عدد كبير من النساء، واستفدن من ذلك في جمع مبالغ مالية ومقتنيات ثمينة دعون الأخوات المسلمات، كما سمينهن، إلى التبرع بها دعما للمجاهدين ونصرة للدين، كما زعموا، وفي وقت قياسي تمكن من تنفيذ خططهن التي تم التركيز فيها على غسل الأدمغة بحيث تنقاد دون مقاومة، وحرية التحرك والتواجد في جميع الأمكنة، خاصة المدارس والجامعات، مما ساعدهن في سرعة الوصول وتحقيق الأهداف.
ما هو ملاحظ أن هؤلاء النساء في عملية التحرك والانضمام إلى هذه الجماعات خالفن كثيرا من تعاليم الدين، فبعضهن ذهبت للخارج دون محرم ومع أشخاص غرباء، وسكنت وتعايشت مع أناس لا يمتون لها بصلة، وأيضا شاركت في قتل وتعذيب أبرياء، وفوق هذا تزوجت من شخص وهي في الأصل زوجة لآخر تركها وانضم لجماعة إرهابية لتحذو هي الأخرى حذوه بمنح نفسها لجهادي غيره! ولعل في قصة المرأة التي قتلت في مداهمة قوات للأمن لأحد الإرهابيين في منطقة الجوف خير دليل وغيرها كثير ممن تركن أزواجهن وذهبن إلى العراق أو سورية ليتزوجن لاحقا بعناصر من التنظيم المتطرف، وقد فعلن تلك المخالفات جميعها، ولكن لم ينتقدن ولم ينصحن أو حتى يستنكر فعلهن أحد، أما الأخريات ومن نسميهن معتدلات فهن عرضة للنقد والهجوم عند أبسط تصرف، حتى بمجرد مشيهن في طريق قد يصادفهن فيه رجال أو حتى صبية، وهذا الأمر يضعنا أمام تساؤل كبير: لماذا هذا السكوت والتغاضي؟ أوليس هؤلاء الملتزمات بالدين في عرفكم أولى بمراعاة الضوابط الشرعية والقرار في بيوتهن دون مزاحمة للرجال والتمرد على الأهل بالخروج والسفر دون محارم؟ أيعقل أنهن منزهات عن الخطأ وغيرهن مهما بلغ سنها وبساطة فعلها تجابه بتهم لا حصر لها من مخالفة للدين إلى السفور والعصيان؟ وهنا يكون للمتشددين الحق في إنزال العقوبة التي ترضيهم وليس ما يقتضيه الموقف.