المدينة المنورة: طلال السناني

تشكو مزارع العيص وينبع النخل من الجفاف، مما سبب خسائر باهظة للمزارعين، رغم أن منطقة المدينة المنورة شهدت أمطارا متواصلة خلال السنوات السابقة، فيما اضطر بعضهم إلى البحث عن مصادر المياه المختلفة بطرق بدائية وشاقة، لجلب المياه إلى مزارعهم للحفاظ على ما تبقى منها بعد أن حاصرها العطش.

حفر الآبار
ذكر المزارع عبدالله الجهني أن محافظة العيص اشتهرت بزراعة النخيل والخضروات والفاكهة، حتى أصبحت منتجاتها الزراعية تصدر لدول الخليج العربي، خصوصا منتوجها من النخيل والعنب، إلا أن شح المياه تسبب في جفاف كثير من الآبار، ووجدوا أنفسهم أمام خيار البحث الحثيث عن مصادر المياه للمحافظة على مزارعهم، وذلك خلال الحفر بمواقع مختلفة في الأراضي التي يظنون وجود المياه في مسافة يمكن سحبها والاستفادة منها في ري مزارعهم، غير أن طول الإجراءات للحصول على إذن الحفر ومشقتها، وكذلك التضييق على ممتهني حفر الآبار الارتوازية، عدم تمكينهم من قطع غيار المعدات الثقيلة، يظل هاجسا يهدد المساحات الزراعية في المحافظة.

عودة العيون
قال المواطن محمد الجهني، إن مزارع ينبع النخل أصبحت تختفي يوما بعد يوم، بعد أن كان كانت في السنوات الماضية تشتهر بزراعة النخيل والفواكه والخضروات، مؤكدا أن الأمطار الأخيرة أسهمت في عودة العيون التي جفت بسبب قلة الأمطار في السابق، مشيرا إلى أن عودة العيون بارقة أمل لعودة المزارعين إلى سابق عهدهم منذ أكثر من  30 عاما، وعادت مع زيادة منسوب مياه الأمطار هذا العام. وأضاف الجهني أن جفاف الآبار الجوفية وغور العيون، تسببا في هجر المزارعين أراضيهم منذ عشرات السنين، ولكنهم عادوا إليها قبل أيام مع عودة المياه للجريان في تلك العيون. وطالب الجهني الجهات المعنية بتشجيع الأهالي ودعمهم للعودة إلى مزارعهم وإقامة الدورات والندوات ليعرف الجيل الجديد الطرق الزراعية الصحيحة، والسبل المناسبة في ترشيد المياه، وعدم استخدام الطرق البدائية التي تسهم في هدر كميات كبيرة منها، مؤكدا أن التمور والحمضيات والخضروات، من أهم المحاصيل التي كانت تنتجها مزارع ينبع النخل، وما زالت تلك المواقع صالحة للزراعة.

الري بالتقطير
أوضح مدير الجمعية التعاونية الزراعية بمنطقة المدينة المنورة المهندس حمود عليثة الحربي لـالوطن، أنه يجب على مزارعي العيص أن يستخدموا الري بالتقطير، واستخدام أساليب الري الحديثة، كي يوفروا عليهم كثيرا من المياه، مؤكدا أن الري بالغمر يسهم في هدر المياه.وأشار الحربي إلى أن نخيل العيص وينبع، يعدّ في منطقة جبلية ويقاوم الجفاف خلاف المناطق الأخرى، ووزارة الزراعة في حال تقديم طلب لها تدعم أنابيب مياه لدعم المنطقة الزراعية.