لدينا جنوبي الوطن بوابة للشعر، خرج منها عشرات الشعراء الذين مثلوا الوطن في محافل تليق بأسمائهم وإمكاناتهم الشعرية .. جازان الممتلئة شعرا وشعراء كبارا.. مثلها شرقنا بوابة أخرى خرج منها كبار، يشبهون نخلهم وينافسونه طولا وعراقة وعطاء، ورثوا شاعرية جدهم ابن المقرب العيوني، وشكلوا قبيلة من الشعراء من ذات الأحساء ونخلها .. نخل يجاور عيونها الثرية الثرة .. وفي كل مدينة أو قرية أو هجرة في وطننا نعرف الشعراء .. يوجد مئات الشعراء، منهم شعراء عسير تهامة والسراة.. بيننا شعراء شباب قادمون من أقصى نقطة في ا?بداع، ينافسون ويناضلون ويكدحون من أجل التألق والنهوض بالشعر السعودي، ليصبح حاضرا في كل أقطار العالم .. منهم من شارك في أشهر برنامج يعنى بالشعر في الوطن العربي، ومنهم من فاز بجوائز عالمية .. الحشد الهائل من هؤلاء الشعراء، والذين لو عملنا إحصائية دقيقة لهم تحديدا في جازان والأحساء وأبها مثلا، لوجدنا في وطننا حشدا كبيرا منهم .. ولو عدنا إلى قاموس الأدباء السعودين الذي أخرجته دارة الملك عبدالعزيز لوجدنا 70% من الأدباء هم الشعراء، بينما الروائيون والقاصون قلة. هذا يجعلنا نطمح - كما جمعوا الشعراء في هذا القاموس - أن يجمعوهم واقعا حيا متواصلا من خلال اتحاد لهم، أسوة باتحادات الشعراء في العالم .. نحن بحاجة إلى اتحاد فعلا، يحفظ لهم حقوقهم، ويعرفهم ببعض، وينطلقون من دائرة واحدة، وبهدف موحد، يضمن لهم استمرارية عطاءاتهم، لتستفيد من هذا أجيالنا القادمة، بل ليكون اتحادهم شاهدا على عددهم الكبير والفارق بينهم عمرا وإنتاجا ونوعا، وا?فادة من تجارب بعضهم بعضا..الشعراء هم نبض المجتمع ولسانه الفصيح، وعماده القويم، كما هم مدارس مختلفة، وتجارب مثرية، احتشدت لتمثل تاريخا كبيرا للشعر السعودي منذ عقود من الزمن .. تتابعت الأسماء الكبيرة وتوارثت الإبداع تلو الإبداع.. والشعراء الذين أتحدث عنهم هم شعراء الفصيح المعنيون بحفظ اللغة، والمسؤولون عنها وعن مضامين قيمنا وجمالنا، ولا أقلل من شأن الشعر الشعبي أو النبطي، فهو جاذب وجميل، وله قاعدة جماهيرية كبيرة لسهولته وسرعة انتشاره، لكن يبقى الفصيح هو الأجدر بالاهتمام والاحتواء من خلال شعرائه، بالعناية بهم، واتحادهم تحت مظلة واحدة، تتسع لكبيرهم وصغيرهم، مبتدئهم وصاحب التجربة الناضجة والعريقة.. ولا يقولن أحد إن ا?ندية ا?دبية مغنية عن الاتحاد، بل يمكن أن تكون وسيلة اتصال لتشكيل هذا الاتحاد ..شعراء الوطن يستحقون أن يكونوا علامة بارزة ناصعة في واجهته، يفخر بهم حضورا وإبداعا وتألقا على تراب أرضه وخارج خريطته..