صنعاء: محمد عبدالعظيم

بعد غارات مكثفة نفذتها طائرات التحالف العربي على مواقع متشددي تنظيم القاعدة في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، جنوب اليمن، تمكنت قوات الجيش الوطني من اجتياح المدينة واستعادتها مرة أخرى، بعد طرد الإرهابيين منها.
وقال المركز الإعلامي للمقاومة، إن مقاتلي المقاومة شنوا هجوما كاسحا باستخدام أكثر من محور على مواقع المتشددين، إذ تقدمت قوات من قاعدة العند العسكرية وسيطرت على المناطق الشمالية، بالتزامن مع قوات أخرى أتت من عدن، وسيطرت على المناطق الجنوبية من حوطة لحج، وأطبقت تلك القوات على مواقع عناصر التنظيم المتشدد، التي لم تجد بدا من الهرب، إذ وصلت القوات الموالية للشرعية إلى وسط لحج. وبالتزامن مع تقدم الجيش الوطني في المدينة، قامت مقاتلات التحالف بمطاردة عناصر التنظيم المتطرف التي لاذت بالفرار.


الدعوة للتشدد
قال عدد من سكان مدينة الحوطة، إن الانقلابيين اعتدوا في مرات كثيرة على السكان الذين رفضوا تشددهم، ومحاولاتهم فرض سلطة الأمر الواقع على السكان. كما قاموا بتغيير معظم أئمة المساجد، وجاؤوا بآخرين يتبنون أفكارهم لدعوة السكان إلى الانضمام إليهم، مما أرغم معظم السكان على الانقطاع عن المساجد وأداء الصلاة في منازلهم. وأشار القيادي في الجيش الوطني، علي اليافعي، والذي شارك في الحملة إن قوات الجيش تمكنت من بسط سيطرتها على كامل لحج. مشيرا إلى أن القوات الشرعية تمكنت من أسر عدد كبير من المسلحين، وغنموا كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، إضافة إلى دبابتين، ومدفع بي 120 وعدد من الأطقم العسكرية. كما دمر القصف الذي شنته مقاتلات التحالف عددا من ناقلات الجنود والآليات التي كانت تستخدمها القاعدة.

 

تحصين المدينة
أكد اليافعي أن القوات التي أتت من خارج المدينة ستبقى داخلها خلال الفترة المقبلة، لضمان عدم عودة المسلحين مرة أخرى،
وستقوم القيادة الشرعية بإنشاء قاعدة عسكرية بصفة دائمة في المدينة، لحماية السكان من انتقام المتشددين، لا سيما أن أعدادا كبيرة من سكان الحوطة شاركوا في مطاردة الإرهابيين، وأسروا بعضهم عند محاولتهم الفرار باستخدام دراجات نارية. كما بادرت النساء وكبار السن إلى تقديم الأغذية والمشروبات لعناصر الجيش
وكان سكان الحوطة أبدوا في مرات كثيرة تبرمهم وضيقهم من الممارسات التي ترتكبها عناصر التنظيم المتشدد، والمضايقات التي يقومون بها بحق السكان، وتدخلهم في شؤونهم الحياتية، إضافة إلى المبالغ المالية التي يفرضونها على التجار ورجال الأعمال، بدعوى حمايتهم، وطالبوا السلطات الشرعية بالتدخل.