قال الدكتور صلاح بن عبدالمعتز العشيري، إن العلماء اختلفوا في تحديد مفهوم القراءات القرآنية الشاذة ، فمنهم من عرفها بأنها ما خالفت رسم المصحف العثماني فهي شاذة وإن صح سندها، ووافقت العربية (ومن بين من ذهب إلى هذا الرأي مكي بن أبي طالب)، ومن اعتبر أن القراءات الشاذة هي التي لم يصح سندها (ومنهم السيوطي) متفقون على أنه يجوز الاحتجاج بالقراءات الشاذة في مسائل العربية. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها العشيري ضمن برنامج تواصل الثقافي الأسبوعي في كلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعنوان: (نظرات نقدية في تحقيق التراث- إعراب القراءات الشواذ للعكبري نموذجا) ذاهباً إلى أن القراءات الشاذة لا ترادف شواذ القواعد، وأنه يجوز الاحتجاج بالقراءات الشاذة في مسائل العربية.
أما عن تحقيق كتاب العكبري في إعراب القراءات الشواذ، فقد أوضح المحاضر أن تحقيق الكتاب –وهو أحد كتب التراث المهمة- كانت عليه ملاحظات ومآخذ كثيرة، منها: عدم الإشارة إلى معنى كلمتي (إعراب)، و(شواذ)، واعتقاد المحقق أن العكبري كان يقرأ برواية حفص، وعدم الدقة في النقل عن مصادر القراءات، واجتزاء بعض العبارات من المصادر دون أن يكون لها معنى مكتمل، وعدم التعليق على تخريجات العكبري إذا كانت تحتاج إلى تعليق، وكثرة الأخطاء الإملائية، مع خلو المخطوط منها، وأرقام الصفحات التي يحيل إليها المحقق كلها غير صحيحة.
كما بين المحاضر عددا من الملاحظات على المؤلفين والمحققين فيما صنفوا بالقراءات، ووصف بعض أخطائهم بالكبيرة التي شوهت التراث الإسلامي، مثل بعض التعليقات بحواشي الكتاب على الأصل المحقق مع أنها ليست من متن الكتاب، وعدم تحري الدقة في استخدام بعض المصطلحات، ووجود بعض الأخطاء اللغوية في المصنفات العلمية، عادا ذلك نوعا من التشوية الذي أصاب التراث العلمي الإسلامي.