ترنّ في أذني كلمة 'فصل' مراتٍ كثيرة كل أسبوع.

ترنّ في أذني كلمة فصل مراتٍ كثيرة كل أسبوع، بدءاً من فصل الموظفين، وانتهاءً بفصل الطالبات. تتراكم القضايا أمام ديوان المظالم، وفي الغالب يكسب الموظف أو الطالب قضيته ويعود إلى وظيفته مع تعويض باهظ!
لا أدري لماذا نتمسّك بثقافة الفصل أن نطمس الإنسان من كرسيّه، بدلاً من أن نتحاور معه. كل من أخطأ في أي قضية بشرية منزعها نفسي أو مرضي وجسدي أحلناه إلى الفصل. وهي تشبه ثقافة سدّ الشوارع، واستبدال الإشارات بالدوارات. حلول وقتية آنية من دون اتجاه لصلب المشكلة وأساسها.
تأملتُ في لقاء صحيفة اليوم مع وكيل جامعة الدمام لشؤون الفروع الأستاذ الدكتور سعيد بن عمر آل عمرو، وإذا به لقاء واسع طويل، مثل خطبة العيد، منوّعة ومشكلة وربما متناقضة أحياناً، يهمني هنا السؤال المتعلق بظاهرة المسترجلات في الكليات، حينما سئل، كيف تتعاملون مع قضايا مخالفات التحرش من الطالبات المسترجلات؟
أجاب الدكتور: أطمئن الجميع أن هذه حالات فردية لم تصل إلى أن تكون ظاهرة ونتعامل مع هذه الحالات بالتوجيه والإرشاد قبل اتخاذ أية عقوبة، وعند تكرار المخالفة تعتمد العقوبة على نوع المخالفة فقد تكون إنذاراً أو استدعاء للأم وقد تكون العقوبة هي الفصل من الجامعة لمدة فصل أو فصلين وإذا تكرر تفصل نهائياً ولم يتجاوز عدد الحالات أكثر من 5 طالبات في العام الواحد وهنَّ في الأصل طالبات مهملات ويؤخذ المعدل التراكمي للطالبة عند البت في القضايا المخالفة ونحن نؤكد على التوجيه والإرشاد ونحاول تعديل السلوك بقدر ما نستطيع ولكن الجامعة حريصة أن تقدم التربية للجيل قبل التعليم ولن نتردد في الحسم في بعض القضايا التي لا تتفق والأسلوب التربوي الذي نتمناه لجيل المستقبل ومجتمعنا وقيمنا وما يأمر به ديننا الحنيف.
قال أبو عبدالله غفر الله له: أحسب أن تخصيص مرشدات مختصات في علم النفس من أولويات الجامعات لإرشاد تلك الطالبات أو التعامل معهنّ بحكمة، لأنهنّ مهما شرقن أو غربن جزء من مجتمعنا، وإزهاق مستقبلهن لمجرد ميول بيولوجي يمكن تعديله فيه جناية على مستقبل طالبات كثيرات لديهنّ ميل إلى الفتيات، أثق أنها ظاهرة خطرة بلا شك، لكنها تحتاج إلى علاج وليس إلى حسم كما تفضّل الدكتور.
إن الفصل يفاقم المشكلة وها نحن نسمع بهروب الفتيات، وبظاهرة اتجاه الفتيات نحو تعاطي الممنوعات، ونسأل عن السبب، ويبدو أن جزءاً أساسياً من المشكلة انتشار ثقافة الفصل وغياب ثقافة العلاج!