لغة الأرقام مُقنعة ما لم يثبت أنها غير صحيحة.. أنت لا تستطيع أن تكذبها ما لم تمتلك معلومة مغايرة.. الرأي ينهزم أمام المعلومة.. الرقم ثابت والرأي متحول..
دعونا نأخذ أبرز أرقام الأسبوع المنصرم مثالا على ذلك.. وزارة التجارة والصناعة تلقت عبر مركز بلاغات المستهلكين أكثر من مليون ومئتي ألف مكالمة خلال عام 2015.
هذا إنجاز غير مسبوق -إذا ما استثنينا البلاغات الواردة للجهات الأمنية والإسعافية- سواء على مستوى الجهات المماثلة، أو قياسا بالعقود الماضية للوزارة.
الأمر له وجهان مشرقان.. الأول أن الناس أصبحت تثق بأن اتصالاتهم بمؤسسة حكومية بيروقراطية ستجد من يرد عليها، ويتجاوب معها..
وهذا الذي تم إثباته -بالإحصاء الرسمي- إذ بلغ معدل رضا المستهلكين عن البلاغات التي تلقتها عبر الهاتف 72%..
الوجه المشرق الآخر هو قدرة الوزارة على الوصول لهذا المستوى من الإنجاز في ظل القيود التي يتعذر بها الآخرون!
• ما الذي تمتلكه مؤسسة حكومية ولا تمتلكه أخرى.. هذا سؤال يطرحه البعض بين فترة وأخرى.. جرّب إن كنت غير مقتنع بصيغة السؤال أن تستفسر عن أمر ما من خلال موقع إحدى الوزارات المماثلة، جرّب أن تتصل بهواتف وزارة ما، ولتكن الصحة.. جرّب أن تتصل بسنترال مستشفى للاستفسار عن الحالة الصحية لمريض.. قارن بين عدد الموظفين العاملين في مباني وزارات التعليم والصحة والعمل وعدد الذين يقابلونهم في وزارة التجارة.. ستكتشف أن الأمر لا علاقة له بالإمكانات والقدرات البشرية أو التقنية.. بل بالإرادة والرغبة..!
• نكرر الثناء على جهود وزارة التجارة لسببين.. الأول أن الوزارة لا تتعامل مع مكاتب الدعاية والتلميع الساطع؛ وبالتالي الإنسان يكتب باطمئنان أن أحدا لن يتهمه بأن مقاله مدفوع الثمن.. والسبب الآخر أننا نكتب لأننا نحاول أن نبحث عن شيء إيجابي في البلد ونتحدث عنه، حتى لا يُقال إننا لا نتحدث سوى عن السلبيات!