ثامر بن عبدالله الجبير
يعد الفساد الإداري والمالي أكثر التحديات التي تواجه الإدارة في سبيل تحقيق أهدافها، وأكثر القضايا إزعاجاً في المجتمع، وهو يرتبط بجملة عوامل، منها قبول المجتمع مباشرة أو ضمنيا بها، وهي لب المشكلة لدينا في مجتمعنا، فعندما يتم امتداح الذي يحسن أوضاع أبناء قبيلته أو أسرته عبر التوظيف أو الترقية أو التغاضي عنهم في بعض التجاوزات النظامية إلخ، نجد بالمقابل مصطلح ما فيه خير يظهر ويتداول بين أفراد المجتمع، وينعت به كل مسؤول يعزف عن خدمة أسرته أو أقاربه أو أصدقائه، ويصب جل اهتمامه في خدمة مجتمعه ككل.
إذا كنا نرفض الذي يعشقون استغلال سلطة الوظيفة العامة لتحقيق المكاسب الشخصية والحصول على لقب ونعم الرجل من ذوي القربى والمعارف والأصدقاء، وننكر على القريب أو الصديق على تقيده بالنظام، وأنه مثال للانضباط والصلاح وخدمة الشأن العام لا الخاص، وتحقيق العدالة فيما يخدم مصلحة العمل، فلماذا نمارس الإسقاط في تحديد الأسباب الفعلية للفساد؟
إن ثقافة المجتمع وعاداته وقيمه ذات تأثير مباشر وفعال، وقد تتجاوز سلطة القانون نفسه في تكوين وتحديد مسار ونهج الإدارة العامة، خاصة في مجتمع يكون الترابط الأسري فيه قويا للغاية.
باختصار، ما فينا خير إذا وضعنا نقمتنا على قريب أو صديق لمجرد أنه مسؤول نزيه.