إسلام أباد: جاسم تقي

يستهدف الجيش الباكستاني، في عملية السيف القاطع، ضرب العديد من الجماعات المسلحة التي تغلغلت داخل المدن، وأصبحت تشكل خطرا حقيقيا على وجود الدولة.
وتنشط مختلف الجماعات المسلحة في إقليم بلوشستان الذي يشهد حركة تمرد ضد الحكومة الاتحادية منذ عام 1947، وفي الثاني من يناير 2005، ثار قادة كبرى القبائل على الجيش، متهمين عضوا فيه باغتصاب فتاة، لكن الجنرال مشرف أمر بقصف قياديي الحركة الثائرة. وتبعا لذلك قتل الزعيم البلوشي المعروف، نواب أكبر بكتي، في مخبئه بجبال كوهلو في 26 أغسطس 2006. واستمرت حدة التمرد البلوشي، لاسيما بعد أن اتهمت باكستان أخيرا المخابرات الهندية والأفغانية والأميركية والبريطانية بدعم المتمردين.

 

طالبان باكستان
توجد في إقليم خيبر بختونخواه، حركة طالبان الباكستانية، حطب، منذ ديسمبر 2007، وجاء تأسيسها - حسب مراقبين - ردا على اقتحام الجيش، المسجد الأحمر في مدينة إسلام أباد.
وتشكلت حطب التي تنشط في مناطق القبائل من 13 مجموعة من طالبان برئاسة بيت الله محسود، معلنة محاربتها القوات المسلحة والدولة الباكستانية وقوات إيساف في أفغانستان، مؤكدة أن الهدف من تكوينها، هو تطبيق الشريعة في باكستان.
ويتهم بيت الله محسود، الذي قتل في الخامس من أغسطس 2009 بغارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، بالوقوف وراء عدد كبير من العمليات الانتحارية في إقليم خيبر بختونخواه وبلوشستان وكراتشي، كما تشير تقارير إلى تورطه في التخطيط لعملية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو في 27 ديسمبر 2007، ولم يكن خلفه حكيم الله محسود بأحسن حظا منه، بل قتلته أيضا طائرة من دون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في نوفمبر 2013.
ترأس الجماعة بعد حكيم الله، الملا فضل الله، الذي ينتمي إلى إقليم سوات، لكنه فر من منطقة القبائل، وهو يختبئ حاليا في إقليم نورستان الأفغاني.

 

قاعدة الجهاد
أفادت مصادر بأن جماعة قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية الجماعة أسسها رئيس تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في الثاني من سبتمبر 2014، وأسند قيادتها إلى القيادي في حركة طالبان باكستان سابقا عاصم عمر، ويعتقد أن عدد الجماعة لا يزيد على 300 محارب.
ورغم أن الظواهري أعلن أن الهدف من تشكيل الفئة، محاربة حكومات الهند وبنغلادش وميانمار لاضطهادها المسلمين، حسب قوله، فإن الجماعة ظهرت في أفغانستان، ونفذت عمليات إرهابية ضد الجيش والأجهزة الأمنية هناك، كما تورطت في أعمال نهب بنوك في كراتشي.
وتصدت قوات رينجرز للحركة فقتلت قائدها الميداني، أمجد فاروقي، في 26 سبتمبر 2014، كما اعتقلت رئيس الجماعة في كراتشي شاهد عثمان، مع أربعة أفراد من الجماعة، وضبطت أسلحة ومتفجرات وزنها 10 كجم. وفي الخامس من يناير 2015 قتل نائب رئيس الجماعة، أستاذ أحمد، بطائرة أميركية من دون طيار.

 

داعش باكستان
في 29 ديسمبر 2015، اعتقلت شرطة إقليم البنجاب 13 شخصا، كلهم أعضاء سابقون في حركة طالبان الباكستانية، أعدوا منشورا لإعلان البيعة لأبي بكر البغدادي الذي يرأس تنظيم داعش. واعتقلت شرطة البنجاب أيضا في 30 ديسمبر من العام الماضي، ثمانية أشخاص في مدينة سيالكوت بتهمة التدريب على السلاح في مخيمات داعش بالموصل، والعودة إلى باكستان لتشكيل فرع داعشي. ويُعتقد أن دواعش باكستان، على صلة بفرع التنظيم في خراسان بإقليم ننكرهار الأفغاني، الذي أسسه حافظ سعيد خان في 26 يناير العام الماضي، معلنا أن هدفه هو التوسع نحو باكستان وإيران والهند.
وفي التاسع من فبراير 2015 قتلت قوات الناتو نائب رئيس التنظيم الملا عبدالرؤوف، فعين التنظيم حافظ وحيدي خلفا له قبل أن يقتله الناتو أيضا مع تسعة من أتباعه في 18 مارس العام الماضي، وتبعه رئيس التنظيم الذي قتل في خراسان حافظ سعيد خان، بضربات الأطلسي أيضا في 10 يوليو 2015.

 

لشكر جهنكوي
تعد الشق العسكري لمنظمة سباه الصحابة المعروفة بحروبها مع كبار الناشطين الشيعة في البنجاب. وأسسها رياض بسرا وملك إسحاق وأكرم لاهوري وغلام رسول شاه عام 1996.
وقتلت الأجهزة الأمنية جميع مؤسسي الحركة، ما عدا أكرم لاهوري الذي مازال على قيد الحياة، بينما تنشط المنظمة في البنجاب وبلوشستان السند، ومنطقة القبائل وفي أفغانستان أيضا.
وأعلنت المنظمة مسؤوليتها عن عدد من العمليات الانتحارية، بما فيها قتل 200 شخص من قبيلة هزارة الشيعية في كويتا عاصمة بلوشستان عام 2013، واختطاف الصحفي الأميركي دانيال بيرل عام 2002 عندما كان في كراتشي وقتلته بقطع رأسه عن جسده.

 

جيش محمد
وفقا لتقارير استخبارية، تعد منظمة جيش محمد ثاني أخطر منظمة إرهابية في إقليم البنجاب، وتنشط في الأقسام الجنوبية من الإقليم، ويتسلل محاربوها إلى ولاية جمو وكشمير المتنازع عليها بين باكستان والهند. وعن التأسيس، أفادت مصادر بأن مولانا مسعود شكلها عام 1999، بضم عناصر كبيرة من حركة المجاهدين الكشميرية. ونفذت الحركة أعمالا انتحارية، منها الهجوم على البرلمان الهندي في ديسمبر 2001، كما شاركت أيضا في خطف وقتل الصحفي الأميركي بيرل دانيال في كراتشي. وتتهم الهند الحركة بأنها وراء الهجوم على قاعدة بتهان كوت الجوية في 2 يناير 2016.

 

لشكر طيبة
منظمة جهادية كشميرية تسمي نفسها بالجيش الطاهر، وتتخذ من لاهور مقرا لها، وتعلن الحرب على الهند. ويرجع تاريخ تأسيسها إلى 1986 على يد حافظ محمد سعيد، وتنشط في كشمير الهندية، كما تحارب إلى جانب طالبان في أفغانستان، ولها وجود قوي في بنغلادش.
وشاركت الجماعة في الهجوم على البرلمان الهندي في ديسمبر 2001، وهجمات مومباي في 26 نوفمبر 2008، ويقدر عدد محاربيها بنحو 50 ألف مسلح، وعندما حظرت الحكومة نشاطاتها غيرت اسمها إلى جماعة الدعوة، لكن ذلك لم يمنع العديد من الدول كالولايات المتحدة الأميركية والهند وباكستان وبريطانيا من تصنيفها منظمة إرهابية.

 

جماعة الأحرار
منظمة إرهابية تشكلت من خلال انقسام رئيس حركة طالبان الباكستانية، عمر خراساني لخلافات مع الملا فضل الله، فشكلت المجموعة المنشقة جماعة الأحرار بتاريخ 4 سبتمبر 2014. وبايعت الجماعة رئيس الدواعش أبوبكر البغدادي، ولها ارتباطات أيضا مع تنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري و(لشكر جهنكوي). وكان الجيش الباكستاني استهدف الأحرار في عملية (خيبر-1)، وقتل معظم قياداتها، لاسيما القائد الميداني المسمى (أبو جندل) في التاسع من نوفمبر 2014، بعد أن قامت بهجوم انتحاري على مواقع الجيش الباكستاني في موقع حدودي مع الهند، مما أدى إلى مقتل 50 وجرح 100 آخرين من العسكريين والأجهزة الأمنية المكلفة بحماية نقطة الحدود. وأعلنت الجماعة أيضا مسؤوليتها عن الهجوم على كنيستين في بشاور في 15 مارس العام الماضي، أسفر عن مقتل 15 وجرح 70 آخرين.


تحرير بلوشستان
ظهر جيش تحرير بلوشستان على الساحة السياسية في أوائل عام 2000، عندما نفذ سلسلة من الأعمال التخريبية. ويترأس الجيش المذكور هربيار مري، بينما يقدر عدد أفراده بنحو 10 آلاف مقاتل.
وتفيد مصادر مطلعة أن الجيش كان يشكل الجناح العسكري لاتحاد طلبة بلوشستان في السبعينيات، مضيفة أن الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، كان يدعمهم بالأسلحة والذخيرة من خلال إرسالها في شكل تمور أو كتب في الحقيبة الدبلوماسية للسفارة العراقية بإسلام أباد، لتنقل بعد ذلك إلى بلوشستان، وهو ما كشفته المخابرات الإيرانية سافاك إبان عهد الشاه الذي زود رئيس الوزراء السابق ذوالفقار علي بوتو، بمعلومات عن تورط العراق والاتحاد السوفيتي في دعم التمرد البلوشي.
وخلال عصر الجنرال برويز مشرف 1999 - 2008، اتهم المخابرات الهندية والأفغانية بأنهما وراء تدريب جيش التحرير البلوشي، بينما كانت المخابرات العسكرية تتهم وكالة المخابرات المركزية الأميركية والموساد الإسرائيلي بالتورط في دعم المتمردين البلوش عن طريق منظمة جند الله، التي لها ارتباطات قوية مع جيش التحرير البلوشي.
وأرجع خبراء سبب دخول عدد كبير من أجهزة المخابرات الإقليمية والعالمية إقليم بلوشستان إلى موقعه الاستراتيجي، ولكونه يزخر بالثروات الطبيعية كالنفط والغاز والذهب والفضة والنحاس واليورانيوم.

 

البلوشي المتحد
يقود ذلك الجيش، مهران مري، وهو منشق عن حزب تحرير بلوشستان بقيادة شقيقه هربيار مري، بسبب خلافات مالية. وتشير تقارير إلى أن عدد أفراد الجيش البلوشي المتحد يبلغ نحو 10 آلاف مقاتل، مشيرة إلى أنه يمثل تجمع منظمات متمردة، هي: جبهة تحرير بلوشستان، ولشكر بلوشستان، والجبهة المتحدة لتحرير بلوشستان، واتحاد طلبة بلوشستان، والجيش الجمهوري البلوشي.
وعن قصة الخلاف بين الشقيقين، أفادت مصادر بأن هربيان مري اتهم شقيقه بسرقة ثلاثة ملايين دولار من مجموع أموال حصل عليها جيش التحرير لشراء أسلحة ومعدات عسكرية قدرها 800 مليون دولار لمحاربة الدولة، واستهداف الجيش الوطني ومؤسسات الدولة في إقليم بلوشستان، رافعا شعار الانفصال عنها.
وأضافت المصادر أن جيش التحرير أعلن وجوده في الساحة البلوشية من خلال شن هجوم إرهابي في 29 مايو العام الماضي، أسفر عن مقتل 22 شخصا من قبائل البشتون، كما تبنى الجيش البلوشي ذاته مطلع يونيو الماضي المسؤولية عن قتل 20 بشتونيا في بيشين.

 

جبهة المهاجرين
في إقليم السند تنشط الجبهة القومية المتحدة المهاجرون، وهي عبارة عن حزب سياسي يهيمن على مدينة كراتشي التي تعد العاصمة الصناعية والمالية لباكستان، كما يسيطر أيضا على مدينتي حيدر أباد وسكهر، وتتهم باكستان علنا المخابرات الهندية والبريطانية بدعم المهاجرين، الذين ينتمون إلى الهند، وهم مسلمون هاجروا منها إلى باكستان خلال الحرب الأهلية التي انتهت بتقسيمها إلى دولتين، إحداهما هندوسية والثانية إسلامية.
وبحسب مصادر محلية، حرص المهاجرون على تشكيل جناح عسكري لتقوية سيطرتهم على مدينة كراتشي، لكنه تطور إلى ميليشيا مسلحة مارقة كثيرا ما اتهمت بالتورط في الجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والمخدرات والبشر، ويشرف عليها مباشرة رئيس المهاجرين، ألطاف حسين، الذي يعيش في المنفى.