راجح البيشي

يقول بعض الناس، التوعية بصفة عامة في زمننا هذا لم تعد تجدي كما كان الحال سابقا، وقد عزوا ذلك إلى أن وسائل الإعلام والتواصل المختلفة التي بتنا نحملها في أيدينا في كل مكان، ونجدها مع الجميع كبارا وصغارا رجالا ونساء، باتت كفيلة بأن تجعلنا مدركين وفاهمين وعارفين كل شيء، سواء كان ذلك الشيء نافعا أو ضارا مهما أو غير مهم، وقد ذهب البعض الآخر من معارضي التوعية بقناعاتهم إلى أن العالم لم يعد قرية صغيرة كما كان يقال سابقا، بل أصبح قطعة صغيرة أصغر من الكف تطّلع من خلالها على ما يجري في العالم دون بذل أي جهد، وبالتالي هم يعارضون الجانب التوعوي ويعتبرونه مضيعة للوقت والجهد، ولكن في الحقيقة أنا من المخالفين لذلك الفكر والتوجه غير المبرر، فما زلت أرى برأيي المتواضع أن التوعية المتكررة إذا ما قدمت بالشكل الجيد المؤثر فإنها بلا تشك تضاهي، بل تفوق بأهميتها الدعايات الإعلانية التي تصرف عليها بعض الشركات الملايين لتسويق سلعتها، حتى وإن كانت تلك السلعة لا تساوي شيئا، لكنها تجد رواجا منقطع النظير بين عامة الناس وخاصتهم، ولعل ما جعلني أكتب عن هذا الأمر هو الحملة التوعوية (دربك خضر) التي أطلقها المركز السعودي لكفاءة الطاقة عن بطاقة كفاءة، الطاقة لإطارات السيارات والتي تهدف إلى تعريف المستهلكين بالعديد من الجوانب الفنية للإطارات، مثل مصطلحات (كفاءة الطاقة) و(التماسك على الأسطح الرطبة) واللذين يظهران على بطاقة كفاءة الطاقة للإطارات الجديدة، مما تجعل صاحب المركبة يستطيع شراء الإطارات المناسبة لمركبته لتكون -بإذن الله- سببا في الحفاظ على سلامته وسلامة الراكبين معه، فضلا عن أنها توفر له الوقود بشكل جيد إذا ما تم اختيار الإطارات الجيدة ووزن ما يعرف بالأذرع من وقت لآخر، وبلا شك هي حملة توعوية تثقيفية مباركة يشكر عليها بقوة المركز السعودي لكفاءة الطاقة، ونتمنى من جميع الجهات أن تحذو حذوهم لتوعية الناس بكل ما هو مفيد وتحذيرهم من كل ما هو ضار، ويكون ذلك من خلال القنوات المختلفة المتاحة من إعلام ومواقع تواصل ومدارس ومساجد وغير ذلك، ولأن تلك الحملة التوعوية الرائعة عن الإطارات مفيدة، وقد استفدت منها على المستوى الشخصي واستفاد منها كثير من الناس، حسب ما نقرأ أو نشاهد أو نسمع منهم، فإنني أريد الإشارة في ختام مقالي إلى أن نجاح أي عمل يحتاج إلى معززات تدفع إلى تحقيق ذلك النجاح، وهذه الحملة التوعوية المباركة (دربك خضر) خطوة موفقة، لكنها تصطدم بقوة بالحفر التي تعج بها شوارعنا، فلا تكاد تدخل أي شارع إلا وتجد الحفر في مقدمة مستقبليك أنت ومركبتك، وبالتالي فإن عامل الحرص والتحري في شراء الإطارات الجيدة والقيام بوزن الأذرع والدركسون والمقصات، لن يجعل (الدرب خضر) طالما تلك الحفر تتوسد الشوارع وتترصد للسائقين ومركباتهم في كل درب وكل حارة، نتمنى الإسراع في معالجة مشكلة الحفر في كل مكان حتى لا تعيق تلك الحفر حملة (دربك خضر)، جعل الله دروبنا وإياكم خضراء وحفظنا جميعا من كل شر وسوء.