جددت ضآلة الإقبال على جناح اليونان ضيف الشرف على معرض الرياض هذا العام، السؤال الكبير المتكرر كل عام، منذ إقرار هذا التقليد الدولي، وبعد عدة مشاركات لدول مختلفة، ذات ثقافات متباينة، لكن وبحسب مراقبين ورؤية مثقفين، لم تترك هذه المشاركات أثرا فاعلا، أو تحدث تواصلا حضاريا حقيقيا، ولم توجد فعلا ثقافيا خلاقا، تهدف إليه مثل هذه التقاليد، لتحقيق التقارب الإنساني عبر الثقافة والفنون والمعرفة بين مجتمعات العالم.
غابت اليونان بعبقها التاريخي
ضيف الشرف فكرة رائدة جدا لو تحقق ما يراد منها ولكنها بالشكل الذي يقدم لا جدوى منها، إذ يجب تقديم هذا الضيف بكامل ثقافته مسرحا وفنونا وحياتا، ولا تقتصر الاستضافة على تقديم ندوة شكلانية يقدمها أديب من هنا أو هناك، كان من الأولى أن تحضر اليونان بمسرحها وعبقها التاريخي وتقدم أنموذجا من فلسفاتها القديمة وفنونها الجديدة، لذلك لا بد من أن يكون الضيف حاضرا بكل تكويناته الثقافية، قد لا يستوعب لدينا المسرح ولا الغناء ولا الفلكلور، إذا استضفت أمة فلابد أن تستضيفها كاملة وإلا فإن العمل صوري منقوص وغير مجد.
إبراهيم طالع ــ شاعر
ضيف الشرف هامش يراه الزائر
أعتقد أنه لم تكن هناك استفادة حقيقية من تجربة ضيف الشرف، الفكرة جيدة ولكن الواقع غير مجد لأسباب تتمثل في شقين: الأول/ تعود لضيف الشرف الذي يأتي كضيف ولا يحاول أن يحدث حراكا واضحا أو يستقطب الزوار بفعالياته. والثاني/ من الزوار حيث يأتوا ليحصلوا على بغيتهم من المعرض سواء من كتب وهي الأهم أو برامج وذلك هامشي وما ضيف الشرف إلا من الهامش الذي يراه الزائر.
ضيف الشرف ينبغي أن يكون له برنامج واضح بالتنسيق مع الوزارة وربما لو كان لديهم كتب مترجمة للعربية لإحداث تفاعل ملموس لكان أكثر إيجابية، والمشكلة أننا نتلقى الثقافات ونقولبها بناء على مقياسنا وثقافتنا ومرجعيتنا متناسين أن هذه الثقافات حين تتجزأ وتتخذ شكلا مختلفا عما هي عليه يعني أننا نتحايل على الثقافات ونلبسها رداء ليس بردائها ومن هنا تتشكل الأزمة في تقبل الضيف لشروطنا وارتهانه لها، وأرى أن الحل كي نستفيد من هذه الثقافات ويكون ضيف الشرف فاعلا علينا أن نتقبل ثقافته كما هي دون قيود -إلا ما يخالف الدين منها- لكن أعتقد أن الثقافات الأخرى كما هي ثقافتنا لها قيود أو ما يعرف بالأدبيات واحترام الآخر واجتلاب ما يتقبله ويحدث حراكا لديه ويحقق التفاعل المرجو من إشراك الزائر في الاطلاع على نماذج عدة لثقافة الضيف وفنونه المختلفة، وإن لم تكن غايتنا الاطلاع على ثقافة الضيف وإحداث امتزاج معرفي بين الشعوب والاستفادة من خبراتهم الأفضل أن نلغي هذه الفاعلية حتى لا نكون كمن وضع عنوانا وكتب خلافه!!.
أسماء الأحمدي - باحثة
توقعنا مشاركة أعمق وأغنى
ضيف الشرف هو تقليد في كل المعارض الدولية، ومعرض الرياض ليس استثنائيا بين هذه المعارض، الدول التي مثلت ضيف الشرف في هذا المعرض في السنوات الماضية كانت وزاراتها الثقافية وسفاراتها مهتمة وقدمت عدة فعاليات وحضر مثقفوها وشاركوا في الفعاليات من خلال أجنحة متميزة كان لها تأثير. أعتقد أن وزارة الثقافة والإعلام السعودية هي من يستطيع قياس مستوى هذا الأثر والوصول إلى نتيجة يمكن من خلالها تطوير مشاركة ضيف الشرف. هذا العام كنت أتوقع أن تكون مشاركة اليونان أعمق وأغنى، حيث كان التركيز على الأدب الحديث ولم تشارك بأدبها القديم الثري والغني الذي كنا نتوقع.
سحمي الهاجري ــ ناقد
إيصال الثقافة بالفلكلور
أتصور أن اقرب الوسائل والطرق لإيصال الثقافة لأي بلد هي الفلكلور، لا يمكن تغييب الموسيقى والتراث الوطني لأي دولة، ففي جميع المعارض تحضر هذه الثقافات لضيوف الشرف، ولا تقتصر على ندوات تعريفية أستطيع أن أتلقاها من خلال أي برنامج تلفزيوني لتصل الرسالة، فإذا لم تكن الاستضافة بكامل أبعادها الثقافية، فإن هناك خللا ونقصا في حضور هذا الضيف، أتمنى أن يعاد النظر في مسألة الاستضافة، لا بد أن تحضر الموسيقى والمسرح والفلكلور. ونتمنى أن يكون للملحقيات الثقافية السعودية دور في اختبار نوعي للدول التي تشارك في المعرض حتى نستطيع التعرف على ثقافة هذه المجتمعات.
علي الرباعي ــ شاعر وصحفي