نحتاج في كرة القدم السعودية إلى عصف ذهني لتطويرها لمرحلة جديدة تمتد إلى 2050 تبدأ من الأندية على مستوى العمل الإداري والفني والإجرائي وانتهاء باتحاد اللعبة، خصوصا وأن السنوات الأخيرة شهدت بعض التنظيمات عبر رابطة المحترفين مما يسهل الأمر إلى حد ما.
يجب أن نحدد وقتا تنتهي فيه العلاقة بين اتحاد القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأتكلم هنا عن العلاقة في التخطيط والتطوير والإجراءات، أما الدعم الحكومي للاتحاد فيجب أن يستمر بل ويتطور ويتضاعف.
الأندية يجب أن تتخصص في اللعبة أو يصبح لها إدارة كرة قدم مستقلة تماما ومنفصلة كليا عن النادي الثقافي الاجتماعي، ويصبح مرجع هذه الإدارة هو الاتحاد فقط وفروعه في أنحاء المملكة وليس مكاتب رعاية الشباب.
هذه الأمور تحتاج إلى رؤية وطنية عليا تقدمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى الجهات العليا في الدولة لتكون مشروعا وطنيا تسهم فيه كافة مؤسسات الدولة، وتكون الخطة الممتدة إلى (35) سنة معتمدة بشكل أساس على رؤية الدولة لهذه اللعبة الشعبية.
لا بد من قرار شجاع مبني على دراسات وأبحاث وعصف ذهني لما يجب أن تكون عليه هذه اللعبة في الأعوام المقبلة، لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو عليه الآن وننتظر إنجازات وبطولات تتساقط من السماء، الأمر يحتاج إلى آليات وعمل جبار وميزانيات، ولا يليق أن نتراجع بعد كل هذه النجاحات على المستوى القاري والدولي. إنني على يقين أن جرعات التعصب التي زادت في السنوات الأخيرة إنما هي بسبب غياب المنتخب عن البطولات القارية والدولية، مما انعكس على الداخل فولد هذه الشحنات والتراشق، وأن العودة للبطولات ستسهم في تخفيف التعصب.