على الرغم من غنى المدينة المنورة بالمعالم والآثار الإسلامية، توافد ملايين الزوار خصوصا في موسم الإجازات الرسمية، إلا أن عدم وجود مرشدات سياحيات ينظمن رحلات وجولات ميدانية للزائرات، يحرم عدد كبير من الزائرات من الاطلاع على المعالم الإسلامية المنتشرة في المدينة المنورة. ويشكو عدد من الباحثات والمهتمات بتاريخ وآثار المدينة من عدم وجود رخص رسمية لهن لتولي مهمة الإرشاد السياحي والثقافي في مكان يعتبر من أبرز الأماكن في العالم التي تحتوي آثار يقصدها الملايين.
عوائق وضعف تدريب
تشير الباحثة في المعالم والآثار الإسلامية مريم الحربي في حديثها لـالوطن إلى أنها حضرت العديد من الدورات التدريبية التي نظمتها جامعة طيبة بالمدينة المنورة منها تدريب ميداني إلا أن هذه الدورات لا تؤهل لأن تنزل المتدربة بعدها للميدان كمرشدة سياحية لأنها غير كافية، فالمرشدةـ حسب الحربي ـ تحتاج إلى تدريب بشكل أكبر للوقوف على المعالم والآثار الإسلامية. وعن العوائق التي تواجه المرشدة السياحية والأسباب التي تقلل من فرص وجود مرشدات سياحيات أوضحت الحربي، أن أبرز العوائق هي عدم وجود جهات تتبنى المرشدات تحت مظلتها إضافةً إلى عدم وجود رخصة للإرشاد السياحي للسيدات من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
حرج كبير
تؤكد منسقة الجولات النسائية عائشة الحربي أنها دائماً ما تتعرض لـالحرج أمام الزائرات من دول الخليج ومن خارج المدينة المنورة بشكل عام، عندما يطالبن بالنزول الميداني مع مرشدة سياحية بدلاً من مرشد سياحي. وتقول: عدم توفر مرشدات بالمدينة يجعلنا نضطر للنزول الميداني بالجولة مع مرشد سياحي وأغلب المرشدين السياحيين يطالبون في الجولات النسائية بأعداد كبيرة لا تقل عن 35 سيدة ويرفضون النزول الميداني مع أعداد قليلة، حتى وإن كن من خارج المملكة وفترة إقامتهن قصيرة، ولذلك نضطر في أغلب الأحيان إلى جمع الصديقات ليكثر العدد، ويوافق المرشد السياحي على النزول معنا للأماكن التاريخية التي تتشوق لها الزائرات.
دورات متخصصة
في رده على تساؤل الوطن لم يعط مدير فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بالمدينة المنورة صالح عباس جوابا مباشرا حول قضية رخص المرشدات ، لكنه قال: نعد حالياً مشروع تدريب بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بشكل أوسع يشمل تدريب موظفين في القطاعين العام والخاص. وأضاف البرامج المقبلة ستتضمن كيفية التعامل مع السياح (الزوار ) بطريقة احترافية وعلمية وعن طريق أشخاص مطلعين على تاريخ المدينة المنورة، يقطعون الطريق على بعض من يقومون بمهمة الإرشاد من القادمين من خارج المملكة.