طرأت على المجتمع السعودي بعض المفردات التي واكبت التَّفجر السكاني وازدحام المدن في المملكة، وبرزت حاجة المجتمع إلى إشراك المرأة في عملية التنمية باعتبارها نصف الرئة أو نصف المجتمع، وهن شقائق الرجال، وعملت وزارات الدولة مشكورة على فتح مجالات متنوعة ومتعددة لممارسة المرأة العمل في كثير من الأعمال، وليس هذا بِدْعاً، فقد أسهمت المرأة في صناعة التعليم في الثمانينات الهجرية عند افتتاح مدارس تعليم المرأة، وكذلك الإسهام في التنمية من خلال دخولها الأسواق في القيَصريات القديمة، وتنقل الجنادرية صورة لذلك التاريخ الناصع لحياة المرأة في المجتمع السعودي.
اليوم يتجدد عطاء المرأة من خلال عدة محاور، يأتي في مقدمتها ما أعلنت عنه وزارة العمل تحت اسم العمل عن بُعد، والجامعات عندما فتحت برنامج التعليم عن بُعد، كلها مفردات أضافت حركة جديدة لمزيد من عطاء بنات المجتمع تجاه هذا الوطن، الذي قام على إعطاء الفرص للعمل في ميادين تخصها، وفق الضوابط الشرعية التي تحرص على تطبيقها الدولة.
إن ميدان العمل عن بعُد عشت معه ومن خلال عدة لقاءات أجريتها في الإعلام، فقد التقيت على سبيل المثال بأحد المختصين، الذي شرح لنا كيف يمكن أن تتعدد منافذ العمل للمرأة من منزلها حتى وصلت هذه الأعمال إلى مائة صنف أُذّكر بها اليوم، ووزارة العمل مشكورة تتُيح هذا البرنامج لبنات الوطن للتخفيف من البطالة التي لا أعلم متى نُعلن انحسارها، فكل يوم نشاهد الرقم يرتفع مع كثرة منافذ العمل في بلادنا، وقد أبان الأستاذ خالد الشليل الباحث في مجال العمل عن بُعد وأحد الذين تخصصوا في الاستشارات عبر هذا الميدان أن المجالات متعددة، بل أكد لي وللجمهور أننا لا نحتاج إلى رأس مال يذكر، ثم تتطور هذه الأفكار حتى يصبح الرجل أو المرأة ناجحا في ميدانه، إنني على يقين أن برامج التعليم عن بعد أو العمل عن بُعد أو المحاضرات عن بعد، كلها مفردات اختارتها القطاعات الخدمية لتدخل عنصر المرأة كعامل في التنمية التي لم تنقطع عنها يوماً من الأيام منذ العصور المبكرة للحضارة الإسلامية وإلى اليوم.
لقد أعجبني إعلان وزارة العمل فتح ميادين العمل عبر مهن كثيرة في مقدمتها الترجمة والحاسب والتسويق والتدريس، وإن لم يذكر معها إلا أنك تستطيع أن تدرجها ضمن هذه المهن ومهن أخرى في الميدان التجاري والخَدمْي، وكل ما هو مطلوب أمام المرأة أن تبحث عن مؤهلاتها التي تتناسب وهذه المهن، لتكون إضافة للتنمية والعطاء التي شاركت فيها المرأة السعودية في عصور مضت إلى جانب نجاحات أبنائنا جميعاً في مشوار النهضة التي تقودها وزارة العمل هذه الأيام وقبلها أو معها التعليم، ما يهمني هنا أن تكون الشروط المطروحة لهذه الوظائف ميسورة وعقلانية، وأن يفتح رجال الأعمال ملفات المهن لدى مؤسساتهم وشركاتهم حتى يصنعَ الكل نجاحاً مشتركاً في تلبية سوق العمل، وتحقيق هدف الدولة من مكافحة البطالة.
إنني على يَقيْن أن النجاح سيكون حليف الجهود المخلصة التي يحرص عليها قطاع الأعمال، إذا بحثنا عن مخرجات جديدة تلائم عمل المرأة ومكانتها اللائقة، ووفق ما تريده الدولة من الانضباط بالضوابط التي رسمتها الشريعة الإسلامية.
حقق الله النجاح للجهود المخلصة من أبناء الوطن.