يروي أحدهم حكاية جار مزعج.. يقول: جاءني في أحد الأيام مشتكيا من الإزعاج الذي يسببونه له أطفالي حسب زعمه.. فقلت له: يا جاري العزيز.. أنا موجود في المنزل، ولم أسمع هذا الإزعاج الذي تتحدث عنه.. لعلك تتأكد بارك الله فيك؛ ربما يكون مصدر الإزعاج من جارنا اليمين.. أو الخلفي، أو من الشارع..!
يقول فاجأني بقوله بالنص: لا.. يا الحبيب.. سلامتك.. أنا طلعت من بيتي البارحة.. وجيت عند بيتك.. وحاط أذني عند الباب، وسامعن رابح يردح!
• فسألته -يقول صاحبنا- وش اللي طلعك بنص الليل، وواقف عند الباب كأنك حرامي وتحط أذنك عند الباب، في حالة تنصت وتجسس واضحة.. إن كنا أخطأنا خطأ واحدا، فأنت أخطأت عدة أخطاء!
• ربما تبدو هذه المشكلة طريفة لدى البعض، لكنها ليست كذلك لدى صاحبنا، وفي كل الأحوال هي تعيد بشكل أو بآخر ضرورة مناقشة (مجالس الأحياء).. والتي يكون أحد مهامها حل بعض الإشكالات العابرة التي تحدث في الحي السكني، ولا ترتقي لأن تصبح شكوى رسمية.. أو قضية..
• على كل حال (مجالس الأحياء) موجودة في كثير من الدول كبريطانيا وأميركا وغيرها.. ولها تنظيماتها الخاصة به تبعا لكل دولة، وتقوم بمهام مختلفة أبرزها مراقبة الحي السكني، وربط السكان ببعضهم، ودفعهم للمساهمة في حل المشاكل التي تعترض حياتهم، ومعيشتهم في هذا الحي، بل وتعمل على حل أي إشكالات طارئة قد تنشأ بينهم، إضافة إلى الدور الأهم وهو المراقبة.. مراقبة حركة وتجمعات المراهقين والحد من السلوكيات المنحرفة والتهور، إضافة إلى متطلبات الرفاهية، والراحة الواجب توافرها لأهل الحي، وغير ذلك.
• نحن بحاجة إلى تفعيل (مجالس الأحياء) بشكل عملي.. الحي السكني جزء من الوطن الكبير الذي نتحدث عن أهمية الحفاظ عليه.. والحفاظ على (الجزء) يسهم في الحفاظ على (الكل).
• يفترض الاستفادة من تجارب غيرنا الناجحة، ونبدأ بتفعيل مجالس الأحياء، وبحث آليات تنفيذها، بما يكفل لها الحفاظ على أحيائنا السكنية.. وتصبح بالفعل حلقة محكمة لربط السكان وحل المشاكل التي قد تنشأ بينهم دون إشغال الجهات الأمنية، سواء كان الرادح رابح صقر، أو نبيل شعيل!