أكثر من عشر سنوات والكرة السعودية على صعيد الأندية والمنتخبات تئن في الخيبات والانكسارات، وخلال هذه المدة الطويلة في عمر الإنجازات، لم يخرج مسؤول ويتحدث للناس عما يحدث وما الأسباب؟
كرة القدم الآسيوية والعربية وحتى الخليجية تتطور من حولنا، وتتقدم بسرعة البرق، في الوقت الذي انشغلنا بالتنظير والبربرة والدنفسة، ومحاولات الترصد للمبررات الحقيقية التي حولت رياضة الوطن إلى كومة أوهام واجترار للذكريات.
اتحاد القدم بكل لجانه بات الحلقة الأضعف وما عاد قادرا على التطور والنهوض، بل إنه أضحى اتحادا حاضنا للخيبات ومرارة الهزائم وراعيا لها دون أدنى إحساس بالمسؤولية الوطنية، وبعيدا عن أبسط معايير وجود مثل هذه الأجساد المتهالكة والفكر العقيم الذي تدار به رياضة البلد اتحادات ولجان عاملة مجتمعة.
وكما قلت مسبقا: الفضيحة تأتي عارية لا تجد من يسترها، وبالتالي فإن هذا التراجع المخيف للكرة السعودية مدعوم باستمرارية أسماء ومسؤولين مهمتهم في الحياة البقاء في ذاكرة المشهد الرياضي والاستفادة منه أطول فترة ممكنة.
وحين يخرج مسؤول للحديث بعد انكسار وطني، فإننا لا نجد أكثر من الشفقة عليه وعلى من اختار مصير العمل الرياضي كمنظومة بين يدي هكذا عقليات، من المفترض أن ترحم جماهير المملكة، وتحفظ ماء الوجه وتغادر من أضيق أبواب السكوت، فالوقت لا يسمح بالمثاليات المصطنعة، ورص العبارات المنمقة للتخفيف من وطأة الخروج المرير، لقد سئم المجتمع الرياضي هذه الأساليب البليدة.
بعد أيام، يعود مشرعو الرياضة بكل لجانها إلى كذبة أقوى دوري والأكثر إثارة وجماهيريه وووو وهكذا، بينما الحقيقة المُرة أن الكرة السعودية في أيد غير قادرة على تقديم أي شي ولا بد من طردهم فورا، وبلا تردد أبدا. إلى اللقاء.