بغداد: علاء حسن، الوكالات

وقفت قيادة عمليات بغداد أمس في وجه الزحف الشعبي ومنعت المتظاهرين من الوصول إلى المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان والسفارات، بحجة عدم الحصول على موافقات رسمية. وذكرت الأجهزة الأمنية أنها تؤدي دورها لحماية المؤسسات الرسمية، مشددة على أن ذلك جزء من واجبها، وبررت قطع الطرق والجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء بتفادي حدوث احتكاك مع المتظاهرين.
في الأثناء، أوضح المتحدث الرسمي باسم مقتدى الصدر، الشيخ صلاح العبيدي، أن القوات الأمنية وعدت اللجنة المنظمة للتظاهرة بالموافقة، مرجعا تخليها عن الوفاء بضغوط سياسية، مشددا على أن المظاهرات سلمية يشارك فيها الصدريون والمدنيون لغرض المطالبة بالإصلاح.
وكانت أعداد كبيرة من المتظاهرين وصلوا إلى ساحة التحرير، أمس، سيرا على الأقدام للمشاركة في التظاهرة، في وقت أكدت مصادر من التيار الصدري حصوله على الترخيص، محذرة من صدام محتمل مع قوات الأمن في حال محاولة قمع الاحتجاجات. 

تدابير أمنية
ذكرت مصادر أن الصدر حث أنصاره أمس على التظاهر بسلمية وتجنب المنطقة الخضراء، مؤكدا أن اقتحامها ستحدده تطورات الأسابيع المقبلة في حال عدم تنفيذ الإصلاحات الموعودة، وشدد على أنه سيشارك في المظاهرات رغم ما تلقاه من تهديد بالقتل، حسب تعبيره. وأضافت المصادر أن قوات الأمن العراقية فرضت تدابير مشددة حول المنطقة الخضراء وفي وسط بغداد قبيل المظاهرات التي دعا إليها التيار الصدري، بالتزامن مع دعوة التيار المدني للتظاهر ضد الفساد أيضا، واصفة الإجراءات الأمنية بالأشد في العاصمة العراقية منذ بدء الاحتجاجات المنددة بالفساد في يوليو الماضي.


أكبر سرقة
اتهم إمام وخطيب الجمعة في مسجد الكوفة مهند الموسوي، أمس، الكتل البرلمانية المشكلة للحكومة الحالية برفض مشروع الإصلاح الوطني، وقال إنه لا مبرر لرفضها إلا الخوف على الامتيازات والواردات الانفجارية التي يجلبونها من الوزارات. وفتح الموسوي ملف الفساد، حين أشار إلى أن الكتل الحكومية اشتركت في أكبر سرقة بلغت أكثر من 500 مليار دولار، لافتا إلى أنه لو كان لدى قياديي تلك الكتل شعور بالمسؤولية الوطنية لقدموا استقالاتهم واعتذروا للشعب عن الدمار الشامل الذي تسببوا فيه، ولشعروا بالخجل من التقارير الدولية التي وصفت بغداد بأسوأ مدينة بالعالم، حسب قوله. وبين الموسوي أن الأساس في الحكم هم الشعب، مشددا على أن الكتل الطائفية لن تنفع العبادي في حال سخط المواطنين.